بانتظار فصل آخير

حسان عزت

منذ السبعين

بدأ قحط وتقحيط

واتت الى المسرحية

وجوه ممثلين جدد

لم يكونوا كابوي

بل ابطال مدرعات وبلاد

بمسدسات

نصفها سيوف فرسان موروثة

او مقتنصة من فرسان حقيقيين

ونصفها فيشنك

ولكنها تصلح لاختطاف الطائرات والبلدان

وكل منها اشعل حرباً وحروباً بطريقته ليصير بطلاً اوحداً

واسطورة من اساطير

.. كيف بألف التفافة ومؤامرة وحفل اغتيال

وبعد ثلاثين سنة تنقص قليلا او تزيد قليلا

قحط المسرح بممثليه الهزليين

وإن احرقت روما او بقي فيها بعض التماثيل

لكن المسارح كلها خلت من جمهور جديد..

ومع ذلك كانت اعلام احتفالات في غرب بعيد ترفرف احتفالا

بعصر القطب الواحد

ليس بنجمة واحدة بل بنصف قرن من النجوم ونيف وبدا على الافق البعيد علم مزين بنجوم..

علم بنجوم قديمة وتحته كوكب مشارق ومغارب بآلاف النجوم

وسطعت الشمس من الغرب عالية ومنتصرة

وغابت شمس الرغائب والمسرح الشرقي العتيق

الا من اجساد الحواري والجواري

وبنات شوارع الاعلان اللواتي يخطفن التماع النجوم

وماذا تبقى من مسرحية شرق الحتوف والألوف وليالي زمان

ياملك الزمان

ونحن في الفصل الاخير

من كتاب الليالي في الربع الاول من قرن التفاهة والتافهين النابذ بالف مجرية وبنات آوى بزي ذكران

والحقيقة النوع الثالث الخنازي

يقول الراوي هنا وضعنا الجمال

أمام عتمة تمتد وكلما اشعل فيها ضوء

قال الجمهور

لم يبق الا الفصل الاخير

من تكرار الزمان وليس التاريخ

وختام المسرحية الهزلية بشناشيل ..

والفصل الأخير مانه بالف بداية ولانهاية له

امام اضواء الليزر وكشافات الخلايا والنيترون

ولن يكون اخيرا وتنتهي

لانها المعجزة الملهاة فيلم امريكي طويل بفصول وفصول ومخرجين ومبشرين ومهرولين وبطاح موصولة بين أول الارض وآخرها

ومحطات ريبوت كبرى تنتظر الانطلاق لتعلن عن تتويج عصر جديد

ومنذ 23 سنة والفصل الاخير باكتمال ربع قرن ينقص سنة او يزيد سنة

 يعلن كل مرة عن انجازه العظيم

بإغلاق ستارة المسرح الكبير

وإعادة اشعال الاضواء في المسرح

واعلان بداية جديدة ومستمرة بإخراج جميل وجريء.

أما الفصل الاخير فهو فاتحة لبدايات عظيمة واساطير

فمن ينتطر الفصل الأخير

بإيمان آخر الزمان والنفس

زمان القحط والكهوف البعيدة

بسيوف جديدة

وإخراج فاكه عظيم بألف رأس وعصاة.. ولا يخوض حروبه مباشرة

بل بممثلين يجيدون أدوار المهزلة والكومبارس

وماركس يعانق ابن خلدون

والماغوط

يصيح من قبره

لايوجد في كل هذا الشرق  مكان واحدٌ يليق بأن أعلق فوقه علم هزائمي

وقبل اغلاق الستارة السوداء والعمامة السوداء والدجاجة البيضاء:

واما الممثل المعاق في زي بطل مقطوع اليدين والساقين فقد يستبدله المخرج العظيم في أي لحظة بدجاجة ريبوت تقوم بدور أعظم وأجل وتضحك الجمهور الكسيح طويلا

*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى