قمة السعودية.. حقائق ومتغيرات

تصل القمم العربية في دورات انعقادها العادية، الجمعة، بالمملكة العربية السعودية، إلى المحطة الـ32 في تاريخ الجامعة العربية، وسط ترقب لقضايا وقراراتها بشأن أزمات عديدة بالمنطقة لاسيما بفلسطين والسودان.

وستأتي القمة وسط متغيرات ثلاثة بارزة، وفق رصد، أولها، عودة مقعد دمشق بالجامعة العربية وفق قرارها في 7 مايو/ أيار الماضي، ومشاركة النظام السوري بالقمة.

بجانب متغير اتفاق عودة العلاقات السعودية الإيرانية الذي وقعته الرياض وطهران في مارس/آذار الماضي بالصين وجار متابعة تطبيقه، ويتمثل المتغير الثالث في أزمة السودان عقب الاشتباكات المسلحة منذ نحو شهر.

القمة العربية السادسة بالسعودية

ستكون قمة السعودية هي السادسة على مستوى قمم الجامعة العربية (العربية – العربية) التي تستضيفها السعودية وشهدت سابقا:

– قمة الرياض الطارئة عام 1976 وكانت أول قمة وخصصت لبحث الحرب الأهلية في لبنان،.

– قمة الرياض 2007 وشهدت حث إسرائيل على قبول مبادرة السلام.

– قمة الرياض الاقتصادية والتنموية (يناير/كانون الثاني 2013) وشهدت اعتماد اتفاقية موحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية.

– قمة الظهران 2018 ودعت إلى عدم شرعية الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

– قمة مكة الطارئة في مايو/أيار 2019 وأكدت رفض تدخلات إيران وهجمات الحوثيين الموالين لها ضد السعودية.

 نصاب كامل

لأول مرة ستشهد قمة عربية منذ 12 عاما، نصابا كاملا لأعضاء الجامعة العربية (22 عضوا) بعد عودة مقعد دمشق بقرار الجامعة في 7 مايو/أيار الجاري.

وبالفعل شارك وفد النظام السوري في فعاليات تحضيرية للقمة هذا الأسبوع، فيما لم يتأكد مستوى المشاركة في قمة القادة الجمعة.

والأربعاء، بعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، دعوة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، لحضور القمة.

ولا يعرف على وجه الدقة هل سيؤثر تمثيل النظام السوري على مستوى تمثيل الدول العربية خاصة الرافضة له، مثل قطر، في ضوء عدم خروج بيانات بشأن مستوى المشاركة بعد من تلك الدول.

 قرار لأول مرة بشأن “النكبة”

المندوب الفلسطيني الدائم بالجامعة العربية، السفير مهند العكلوك، قال الثلاثاء، إن “القمة العربية ستعتمد قرارا بتعريف النكبة قانونا للمرة الأولى وإدانة من ينكرها، على أن يكون يوم 15 مايو من كل عام يوما عربيا ودوليا لاستذكار النكبة”.

ويحيي الفلسطينيون، في جميع أماكن وجودهم حول العالم، ذكرى النكبة الفلسطينية في 15 مايو من كل عام، ويُطلق مصطلح “النكبة” على عملية تهجير الفلسطينيين، من أراضيهم على يد “عصابات صهيونية مسلحة” عام 1948.

ملف إيران

تأتي القمة في ظل متغير يحدث لأول مرة منذ 7 سنوات، وهو توقيع اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران، والتي تم قطعها عام 2016.

وفي يناير/ كانون الثاني 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)، احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها “الإرهاب”. –

وفق تقديرات “مراقبين”، سينعكس هذا المتغير على صياغة القرارات والبيانات الختامية دون أن يمس القرارات المرتبطة بالخلافات العربية الإيرانية، مثل الجزر الإماراتية محل النزاع مع طهران والتي هناك مطالبة عربية بعودتها لأبوظبي.

وفي 10 مارس/آذار الماضي، أعلنت الرياض وطهران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، وذلك عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، بحسب بيان مشترك للبلدان الثلاثة.

وفي 12 أبريل/ نيسان الماضي، وصل وفد إيراني إلى الرياض في إطار خطة لإعادة فتح سفارة طهران وبعثاتها الدبلوماسية لدى المملكة، بعد أيام من وصول وفد سعودي لطهران يوم 8 من الشهر ذاته لبحث فتح سفارة وقنصلية بلاده.

وتتوالى اتصالات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لبحث خطوات “فتح السفارات وعودة السفراء”، وفق بيانات رسمية سابقة للبلدين.

حرب السودان

ستدخل قمة القادة الجمعة، جدول أعمالها وعلى طاولة المباحثات، أزمة السودان، عقب اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني، الذي يترأسه عبد الفتاح البرهان، وقوات “الدعم السريع”، بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” منذ 15 إبريل/ نيسان الماضي.

ويتوقع كما ذكر حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية في تصريحات الأربعاء، أن يخرج قرار يطالب بوقف إطلاق النار في السودان فورا.

وستأتي هذا المتغير الجديد، وسط جهوده تبذلها المملكة بالتنسيق مع واشنطن، لتقارب وجهات النظر بين طرفي النزاع، خلال محادثات استضافتها قبل نحو أسبوع في جدة أيضا، وانتهت جولتها الأولى إلى الاتفاق على التزامات إنسانية وجدول مباحثات بشأن وقف إطلاق نار مرحلي ودائم.

ويتوقع أن تؤكد قمة القادة التي تستمر يوما واحد، في قراراتها وبيانها الختامي، على مركزية قضية فلسطين لدى العرب وتندد بالاقتحامات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية و”العدوان” الأخير على غزة، بخلاف التأكيد على الحلول السياسية لأزمات سوريا واليمن وليبيا، وأحقية مصر والسودان في الوصول لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة الإثيوبي، رغم اعتراضات أديس أبابا، وفق مخرجات قمم سابقة قريبة.

المصدر: الأناضول/القدس العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى