نفذتها طائرتان من طراز أف 16 والمستهدف مطلوب لمحكمة أمن الدولة ومسؤول عن قتل جنود أردنيين.
لم يصدر حتى اللحظة أي اعتراف رسمي أردني بالمسؤولية عن الغارات الجوبة التي استهدفت معملاً لتصنيع الكبتاغون وأحد أبرز المسؤولين عن تهريب المخدرات من الجانب السوري إلى الأردن، مرعي الرمثان، واكتفت الخارجية الأردنية بالقول إنها ستعلن عن أي إجراءات في هذا السياق في الوقت المناسب.
لكن معلومات حصلت عليها “اندبندنت عربية” تشير إلى تفاصيل العملية العسكرية التي جاءت بشكل لافت بعد يوم من قبول عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وإثر تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لشبكة “سي أن أن” الأميركية هدد فيها بشكل مباشر بعملية داخل الأراضي السورية.
تهديد وضوء أخضر
تقول مصادر خاصة إن وزير الخارجية السوري فيصل مقداد رد على الصفدي بعد تلويحه بإمكانية استخدام القوة العسكرية ضد مهربي المخدرات داخل الأراضي السورية، بالقول إن “الفوضى والفساد والرشوة تمنعنا من القيام بدورنا بهذا الشأن”، وهو ما اعتبر ضمنياً بمثابة غض طرف من الجانب السوري عن أول تدخل عسكري أردني في العمق السوري.
الرد السوري جاء بعد كلام صريح من الصفدي لنظيره السوري بأن الجيش الأردني سيشتبك ويتوغل في العمق السوري إذا لم تتدخل قوات النظام.
ووفقاً للمصادر نفسها، نفذت طائرتان من طراز أف 16 فجر الإثنين غارتين على مصنع للكبتاغون في درعا ومنزل مرعي الرمثان جنوب سوريا، بعد اختراق أمنى في صفوف العاملين في تجارة وتهريب المخدرات إلى الأردن، والحصول على معلومات استخبارية مهمة. وهو ما أدى وفق المعلومات إلى إخلاء ميليشيات محسوبة على “حزب الله” اللبناني وإيران في جنوب سوريا لمقراتها لاحقاً.
وتؤكد مصادر أن الرمثان الذي قتل في غارة جوية استهدفت منزله جنوب سوريا هو أحد أبرز المسؤولين عن تهريب المخدرات للأردن ومطلوب لمحكمة أمن الدولة الأردنية لدوره في قتل جنود أردنيين العام الماضي.
وتتحدث المصادر عن نسبة جاهزية تصل إلى 100 في المئة لدى أفراد الجيش الأردني على الحدود السورية قبل يوم من العملية العسكرية.
كما أشارت إلى اتصالات أردنية مع الجانب الأميركي لتوفير غطاء للعملية الأخيرة، خصوصاً أن الولايات المتحدة لديها آلاف الجنود الأميركيين موزعين على نحو 10 قواعد عسكرية في المملكة.
فريق أمني سياسي
بدوره قال قائد الجيش الأردني رئيس هيئة الأركان اللواء يوسف الحنيطي إن الجيش حازم في مواجهة التهديدات والتهريب على الحدود مع سوريا، وهذه التصريحات جاءت بحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة ومساعد وزير الدفاع الأميركي، سيليست والاندر، خلال انطلاق اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة الأردنية – الأميركية.
فيما كشف الصفدي عن مشاورات أردنية – سورية لتشكيل فريق أمني سياسي لمواجهة خطر المخدرات.
تنسيق مع دمشق
يقول المتخصص بالشأن السوري صلاح ملكاوي في حديث لـ”اندبندنت عربية” إن كل المعطيات والمؤشرات تقول إن الأردن هو من قام بعملية القصف التي استهدفت الرمثان في الجانب السوري، لكن الأمر يرتبط على ما يبدو باعتبارات سياسية وعسكرية تمنع الأردن من الاعتراف صراحة بهذه العملية في هذا الوقت.
يؤكد ملكاوي أن هذه العملية تمت بالتنسيق مع الجانب السوري، بعد الاجتماع الأخير الذي جمع وزير الخارجية الأردني بنظيره السوري.
ويشير ملكاوي إلى معلومات تقول إن المستهدف بالعملية، الرمثان، هدد مراراً بالانتقام من قوات حرس الحدود الأردنية لاعتقاده بمسؤوليتها عن مقتل شقيقه قبل عدة أشهر.
وحول إمكانية تنفيذ تدخل عسكري بري يؤكد ملكاوي، أن تفاهمات 2018 مع الروس والتي أعيدت بموجبها قوات النظام السوري إلى درعا، كانت تتضمن موافقة روسية على أي توغل في العمق السوري لمحاربة تجار المخدرات، لكنه توقع أن يقوم الجيش الأردني بعمليات إنزال محدودة في الجانب السوري.
ويوضح أن خارطة تجارة وتهريب المخدرات في الجانب السوري تأتي من الواجهتين الشمالية والشرقية ومعظمها من البادية السورية وهي مدعومة من “حزب الله” من خلال التدريب والرصد، وتضم نحو 30 شخصاً من كبار التجار أبرزهم من العشائر البدوية في منطقة السويداء، ومئات المهربين المحترفين والمدربين عسكرياً على الاقتحام والمناورة، فضلاً عن الأدِلاَّء المسلحين.
المصدر: اندبندنت عربية