تكدرت بهجة الناصريين وفرحتهم بعيد الفطر المبارك عند تلقيهم نبأ وفاة الأب الحنون والمناضل الجسور: محسن حميد حاتم أبو حاتم عضو اللجنة المركزية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، إثر حادث مروري أليم في صباح يوم العيد.
منذ رأت عينا المناضل محسن أبو حاتم النور عام 1948 حتى ارتقت روحه إلى بارئها في الأول من شوال 1444هـ الموافق 21/4/2023- أسس (أبو جبران) مثابات بارزة في مسار تأريخ التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، للدلالة على قدرته في التغلب على مصاعب الحياة التي كانت تعيشها منطقة نهم، مثلها مثل بقية المناطق اليمنية، إبان الحكم الإمامي الظلامي، إذ تلقى تعليمه الأولي في كُتاب (معلامة عيال أحمد) في مسقط رأسه قرية (ثاجر)، ثم مارس النشاط الزراعي البدائي، وفي نفس الوقت كان يساعد والده النقيب حميد حاتم أبو حاتم في حل مشاكل القبائل، مكتسبا خبرة فريدة في الأعراف القبلية، والقضايا الشرعية.
كان المرحوم محسن أبو حاتم في طليعة أبناء منطقته في التوجه للتحصيل العلمي النظامي بعد تأسيس (مدرسة الفوز) كواحدة من منجزات حركة 13 يونيو المجيدة بقيادة الشهيد الناصري إبراهيم محمد الحمدي. إذ كان الفضل في حثه وأبناء منطقته للالتحاق في بالتعليم النظامي يعود للقائد الناصري المخضرم اللواء المهندس حاتم بن على أبو حاتم، الذي لجأ إلى منطقة نهم بسبب ملاحقات الأجهزة الأمنية القمعية له بعد فشل حركة 15 أكتوبر 1978.
وفي نفس العام انتمى المرحوم (أبو جبران) للتنظيم الناصري على يد الأب المناضل محمد أحمد العفيف، متأثرا برفقته المتواصلة مع ابن عمه القائد حاتم علي أبو حاتم، مما ساعده على التسلح بالثقافة التنظيمية والفكرية والسياسية، لتتحول منطقة نهم بفضل المرحوم ومساندة والده النقيب حميد أبو حاتم إلى ساحة نضالية وملجأ آمن لعدد كبير من القيادات الناصرية الذين كانوا يطمئنون فيها على أرواحهم من الملاحقات الأمنية.
وكان لأبي جبران دور رائد في ترتيب وتنظيم استقبال وضيافة اللاجئين من القيادات الناصرية ومرافقتهم في التنقل بين المناطق المجاورة وصولا إلى محافظة مأرب لتأمين وصول البعض إلى منطقة الجوبة التي انعقد فيها المؤتمر الوطني العام السابع للتنظيم الناصري.
وتحمل المرحوم جزءاً كبيراً من مسؤولية نشر الوعي السياسي والثقافي بين أبناء منطقة نهم حتى أصبحت قلعة من القلاع الناصرية في شمال صنعاء.
وعلى الرغم من خطورة الحركة التنظيمية خلال فترة حكم نظام علي عبد الله صالح بعد فشل حركة 15 أكتوبر فقد كان القائد (أبو جبران) يتقدم أخوته في التنظيم في توزيع المنشورات السياسية والتعميمات التنظيمية الصادرة عن التنظيم خلال مرحلة النضال السري.
تدرج المرحوم محسن أبو حاتم في المستويات التنظيمية من قيادة المنطقة التنظيمية في مديرية نهم، ثم قيادة فرع صنعاء، وبعد ذلك انتخب لعضوية اللجنة العليا للرقابة والتفتيش عبر المؤتمرات التنظيمية الثامن والتاسع والعاشر. وأخيرا انتخب في المؤتمر الوطني العام الحادي عشر لعضوية اللجنة المركزية.
ولم يحُل نضاله التنظيمي دون مواصلة الراحل الخالد محسن أبو حاتم لتعليمه النظامي حتى أكمل دراسته الجامعية في كلية التربية بجامعة صنعاء، وامتهن وظيفة التدريس في مدرسة الفوز بمنطقة نهم منذ العام 1993.
تغمد الله روح قائدنا الناصري محسن حميد أبو حاتم بواسع رحمته، وأسكنه إلى جوار أخوته الناصريين الفردوس الأعلى.
وإزاء هذا الحدث الجلل تعبر الأمانة العامة للتنظيم عن عميق حزنها لرحيل القائد (أبو جبران) كأخلص وأنقى قيادات التنظيم، وتتقدم بأصدق عبارات التعازي والمواساة إلى كل كوادر التنظيم في كل مستوياته التنظيمية. كما تتقدم الأمانة العامة بأعظم آيات التعازي والمواساة لأبنائه الأعزاء جبران وحميد ووليد ولأختهم جميلة -عضو اللجنة المركزية- وشقيقي الفقيد (أحمد ومحمد). عظم الله أجر الجميع وألهم آل أبو حاتم الصبر والسلوان. وتضرع الأمانة العامة إلى الله العلي القدير أن يَمُن على الأخ جيران محسن أبو حاتم وزوجته وأولاده بالشفاء العاجل، وأن يجبر قلوبهم بمصابهم الجلل.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
صادر عن الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري
المصدر: الوحدوي نت