تاريخ سوريا يعتبر التاريخ الاقدم في العالم، فقد عاش الشعب السوري عبر العصور الحجرية والبرونزية والحديدية، وتأثر بالحضارات العربية والفينيقية والآشورية والبابلية والفارسية والإسلامية، ولكن ما يميز تاريخ سوريا هو وحدته الوطنية واللغوية والثقافية.
في العصور القديمة، كانت سوريا مقسمة إلى ممالك صغيرة ومدن متناحرة، ولم يتحقق التوحيد الحقيقي للشعب السوري إلا في العصر الإسلامي عندما أسس الخليفة الأموي مروان الأول عاصمته في دمشق وجعلها مركزًا للإسلام، وتحولت سوريا إلى مركز للحضارة الإسلامية والفنون والعلوم.
وعلى مر العصور، استمرت سوريا في التأثر بالحضارات المختلفة والتي شكلت جزءًا من تاريخها، وعلى الرغم من ذلك، استطاع الشعب السوري الحفاظ على وحدته الوطنية واللغوية والثقافية، وكانت هذه الوحدة هي ما جعلت من سوريا مركزًا للثقافة والتاريخ والحضارة في الشرق الأوسط.
ومع بداية القرن العشرين، تعرضت سوريا للاستعمار من قبل الفرنسيين، وتحولت إلى مستعمرة فرنسية حتى الاستقلال في عام 1946، ولكن رغم ذلك، استطاع الشعب السوري الحفاظ على وحدته وتوحيد صفوفه في مواجهة الاستعمار الفرنسي.
ولكن مع بداية القرن الحادي والعشرين، تعرضت سوريا لصراعات وحروب أهلية، وتشرذم الشعب السوري بين مكوناته المختلفة، وتمزقت الوحدة الوطنية واللغوية والثقافية للشعب السوري، مما أدى إلى تدهور الأوضاع في البلاد وزيادة الفقر والتشرذم وتدمير البنية التحتية، وتعرض السوريين لأوضاع صعبة جدًا ومآسي كبيرة.
ومع ذلك، يجب على الشعب السوري أن يتذكر دائمًا أن تاريخهم العريق هو تاريخ واحد ، وأنهم يشكلون جزءًا واحدًا من الأمة العربية والإسلامية، ويجب عليهم أن يتحدوا لإعادة بناء البلاد وتحقيق الوحدة والاستقرار والتنمية.
ومن المهم أيضًا أن يساهم المجتمع الدولي في دعم الشعب السوري في هذا الصدد، وتقديم المساعدة اللازمة لإعادة إعمار البلاد وتوفير الحاجات الأساسية للمواطنين، وتحقيق السلام والأمن في البلاد.
وبهذا الشكل، يمكن للشعب السوري أن يعيد بناء بلده وتحقيق الوحدة والاستقرار والازدهار في سوريا، وأن يكونوا مثالًا يحتذى به للوحدة والتعاون بين المجتمعات في الشرق الأوسط وحول العالم