الأمم المتحدة تخشى معاناة 19 مليون شخص من الجوع وتدعو إلى احتضان اللاجئين.
رحبت السعودية والولايات المتحدة في بيان مشترك، اليوم السبت، ببدء المحادثات الأولية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة.
وحث البيان المشترك الطرفين المتنازعين على المشاركة بفاعلية في المحادثات من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الصراع، منوهاً بجهود كافة الدول والمنظمات التي أبدت تأييدها لعقد هذه المباحثات بما في ذلك مجموعة دول الرباعية وجامعة الدول العربية والآلية الثلاثية.
وأكدت الرياض وواشنطن على ضرورة استمرار بذل الجهود الدولية المنسقة لمفاوضات واسعة تشارك فيها كل الأحزاب السودانية.
ظروف صعبة
ومجدداً، تردد دوي إطلاق نار كثيف في أنحاء الخرطوم الجمعة، وقال مدنيون محاصرون في العاصمة السودانية إن الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية ما زالوا يتقاتلون متجاهلين محنتهم.
وقال عثمان حسن، وهو من سكان أحد الأحياء الجنوبية على أطراف الخرطوم، “منذ أربعة أيام الكهرباء مقطوعة ونعيش في ظروف صعبة… نحن ضحايا في حرب لسنا طرفاً فيها ولا أحد مهتم بالمواطن”.
وبثت قنوات عربية لقطات لتصاعد الدخان في الهواء في منطقة خارج القصر الرئاسي بالخرطوم وعبر نهر النيل في مدينة بحري المجاورة، على رغم اتفاق هدنة معلن من الجانبين.
ودعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الجمعة، الدول إلى السماح للمدنيين الفارين من السودان بدخول أراضيها وعدم إعادتهم إلى البلد الذي يمزقه الصراع.
وقالت مديرة الحماية الدولية بالمفوضية إليزابيث تان للصحافيين في جنيف “ننصح الحكومات بعدم إعادة الناس إلى السودان بسبب الصراع الدائر هناك”. وأضافت “من المرجح أن تكون هناك حاجة إلى مستويات عالية من الحماية الدولية لهؤلاء الفارين”.
وحذرت الاستخبارات الأميركية من أن كلاً من طرفي الصراع يحاول فرض سيطرته على الأرض قبل مفاوضات محتملة، على رغم أن قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وخصمه زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، لم يبديا استعداداً معلناً يذكر للدخول في محادثات.
وشدد الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس على أن المعارك في السودان “يجب أن تنتهي”، مهدداً بعقوبات جديدة في حق الجهات المسؤولة عن إراقة الدماء. وقال إنه وقع مرسوماً يعزز صلاحيات الإدارة الأميركية لفرض عقوبات على “الأفراد الذين يهددون السلام والأمن والاستقرار في السودان ويقوضون العملية الانتقالية الديمقراطية ويستخدمون العنف ضد المدنيين ويرتكبون انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”.
وأودى انزلاق السودان فجأة في هاوية الحرب بحياة المئات، وتسبب في كارثة إنسانية، وفي نزوح جماعي للاجئين إلى الدول المجاورة. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن الهجمات حدت من قدرتها على تقديم المساعدة للأطفال في جميع أنحاء البلاد، مضيفة أنها تلقت تقارير عن مقتل 190 طفلاً وإصابة 1700 منذ اندلاع القتال في 15 أبريل (نيسان).
ووجه الصراع ضربة قاصمة لاقتصاد البلاد في الخرطوم وعطل طرق التجارة الداخلية وهدد الواردات وأثار أزمة سيولة. وفي أنحاء العاصمة تعرضت المصانع والبنوك والمتاجر للنهب أو التخريب، وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وأفاد السكان بارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية.
المصدر: اندبندنت عربية