حول هلال العيد

معقل زهور عدي

روى البخاري في صحيحه عن عبد الله ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا –وأشار بأصابعه العشر ثلاث مرات يعني ثلاثين– والشهر هكذا وهكذا وهكذا، وخنس إبهامه , ويقول : لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروا الهلال، فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة ثلاثين”

واضح وضوح الشمس لكل عاقل أن الرسول صلى الله عليه وسلم رخص للمسلمين تحديد بدء الصيام وانتهائه برؤية الهلال بالعين لافتقارهم للعلم الفلكي اليقيني كما يتضح مطلع الحديث , وهذا الافتقار مرتبط بحالة المجتمع العربي في ذلك العصر , والغريب أن العقول جمدت عند الشطر الثاني من الحديث ونسيت أو أسقطت الشطر الأول .

واليوم وبعد التطور الهائل في علوم الفلك والرصد لم يفكر المسلمون في إحالة تلك المسألة للعلماء المختصين لتحديد موعد ولادة الهلال وبالتالي تحديد بدء الصيام وانتهائه مسبقا لجميع المسلمين في العالم .

إن دل ذلك على شيء فإنما يدل على جمود العقول وسيادة التشدد .

يقول الشيخ ابن باز في فتواه : ” أما الحسابون فلا يلتفت إليهم ولا يعول على حسابهم ولا ينبغي لهم أن ينشروا حسابهم، وينبغي منعهم من نشر حساباتهم؛ لأنهم بذلك يشوشون على الناس، لا في مسألة رؤية الهلال، ولا في مسألة الكسوفات؛ لما في إعلانهم من التشويش على الناس، ولأنه لا يجوز العمل بقولهم”

فكأنه يعيش في القرن السابع الميلادي في المدينة وليس في القرن الحادي والعشرين , وكأن الحسابين في ذلك الوقت هم أنفسهم علماء الفلك اليوم الذين يعملون وتحت تصرفهم معطيات الأقمار الصناعية وأدق الحسابات الفلكية , بل الشيخ بن باز يذهب أبعد من ذلك للنهي عن الحساب ووجوب منعه !

” المصدر لفتوى بن باز ” الموقع الرسمي لسماحة الامام الشيخ بن باز ردا على السؤال :

يبقى مسألة الحسابين في رؤية الهلال يا سماحة الشيخ؟.

المصدر: صفحة معقل زهور عدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى