اعتبر وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان أن الوضع القائم في سوريا يحتاج مقاربة جديدة تتطلب لا محالة الحوار مع النظام السوري.
وقال بن فرحان لقناة “العربية” إن الوضع في سوريا “غير قابل للاستدامة، ويجب أن نجد سبيلنا لتخطي التحديات التي يفرضها الوضع القائم في ما يتعلق باللاجئين والوضع الإنساني داخل سوريا”، مضيفاً: “لذلك، لا بد أن نجد مقاربة جديدة وهذا سيتطلب لا محالة حواراً مع الحكومة في دمشق”.
وتابع بن فرحان: “نحن والدول العربية نعمل على الصياغات المناسبة بالتشاور مع شركائنا في المجتمع الدولي”.
والأربعاء، أكد الوزير السعودي على هامش زيارته إلى بريطانيا، أن الاجماع العربي يتزايد حول عدم جدوى عزل النظام السوري وأن الحوار مع دمشق، ضروري من أجل معالجة الوضع الإنساني القائم هناك.
وقال إن “الحوار أجل معالجة هذه المخاوف ضروري، وقد يؤدي ذلك في النهاية إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وما إلى ذلك” ثم استدرك: ” لكن في الوقت الحالي أعتقد أنه من السابق لأوانه مناقشة هذا الأمر”.
النظام يرحب
وتأتي تصريحات بن فرحان ل”العربية”، عشية وصول السعودية وإيران إلى اتفاق يقضي باستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد قطيعة رسمية بدأت في 2016، وبرود في العلاقات يمتد إلى عشرات السنين بين القوتين الإقليميتين النفطيتين الأبرز في الشرق الأوسط وغرب آسيا، وذلك بوساطة من قبل الصين، وقبلها لقاءات جرت في سلطنة عمان والعراق.
ويؤكد محللون أن الاتفاق السعودي- الإيراني، سينعكس على عدد من الملفات في المنطقة تعتبر خلافية بين الجانبين من ضمنها سوريا، إذ تعتبر إيران أحد اللاعبين الأساسيين بالملف السوري مُذ أن بدأت بدعم النظام خلال الأيام الأولى للثورة، تلاها التدخل عبر نشر مليشيات لاتزال متواجدة ومسيطرة على مساحات شاسعة وخصوصاً في ديرالزور وحلب.
ورحّب النظام بالاتفاق بين الرياض وطهران. وقالت وزارة الخارجية في حكومته في بيان السبت، إن سوريا ترحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين وتقدر عالياً الجهود المخلصة التي قامت بها القيادة الصينية في هذا المجال”.
واعتبر البيان أن الاتفاق “خطوة مهمة ستقود إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وإلى التعاون الذي سينعكس إيجابياً على المصالح المشتركة لشعبي البلدين خاصة ولشعوب المنطقة عامة”. وأضافت أن النظام السوري يتمنى استمرار هذه الجهود لتشمل العلاقات بين دولنا العربية وأصدقائنا لمواجهة التحديات الكبرى التي نواجهها في عالم اليوم”.
المصدر: المدن