قرر الإتحاد الأوروبي تأجيل مؤتمر المانحين لدعم المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا، بسبب إصرار بعض الدول المحيطة بسوريا وضمنها إسرائيل، على دعوة ممثل عن النظام لحضور المؤتمر الذي كان من المقرر عقده في 16 آذار/مارس.
وقالت مصادر مطلعة ل”المدن”، إن الإمارات وإسرائيل والعراق والأردن ومصر أصرت على دعوة مدير الهلال الأحمر السوري خالد حبوباتي أو أي ممثل عن النظام لحضور المؤتمر في العاصمة البلجيكية بروكسل، لكن حلفاً أوروبياً قادته السويد وألمانيا وفرنسا رفض وبشكل قاطع دعوة أي منظمة أو فرد ممثل عن النظام.
وأوضحت المصادر أن ذلك الرفض القاطع من قبل ذلك الحلف، أدّى إلى خلافات مع تلك الدول، حيث تقرر على إثره تأجيل موعد المؤتمر إلى أجل غير مسمى.
وكان الاتحاد الأوروبي قد تراجع عن دعوة مدير الهلال الأحمر السوري لتمثيل النظام في مؤتمر المانحين، بعد ضغوط حقوقية قادتها مجموعة من المحامين السوريين في فرنسا والولايات المتحدة وأوروبا، لثنيه عن الدعوة، لأن الهلال السوري يعمل حسب قولهم بتوجيهات المخابرات السورية، عدا عن ارتباطه بالنظام، ووجود شهادات حول دعمه للنظام عن طريق المساعدات التي وصلت إليه.
من جهته، أكد المحامي السوري في فرنسا زيد العظم صحة تأجيل المؤتمر حتى إشعار آخر، وقال ل”المدن”، إن السويد التي استجابت لدعوات مجموعة “الحقوقيون السوريون في فرنسا” بعدم دعوة ممثل للنظام في المؤتمر، كونها الرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي، وقفت وبشكل قوي ضد دعوة أي منظمة أو فرد لتمثيل النظام إلى جانب ألمانيا وفرنسا.
وأضاف العظم أن دولاً تقود عمليات التطبيع مع النظام، رفض تسميتها، أصرت على دعوة ممثل للنظام في المؤتمر، لكن الدول الثلاث وقفت ضد أي محاولة في هذا السياق، ما أدّى إلى تأجيله.
بدوره، قال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض يحيى مكتبي إن “تأجيل المؤتمر جاء عقب معركة سياسية وقانونية وتضارب الآراء بين الدول المشاركة حول مشاركة نظام الأسد أو أحد من أذرعه كالهلال الأحمر أو الأمانة العامة للتنمية التابعة لزوجة المجرم بشار الأسد أسماء أو غيرهما”.
وأضاف مكتبي ل”المدن”:هناك لوبي قوي دافع عن مشاركة نظام الأسد في المؤتمر، موضحاً أن تأجيله “جاء عقب جهود حثيثة شارك بها الائتلاف وهيئة التفاوض ومجموعة الحقوقيون السوريون في فرنسا”، بالتعاون مع الدول الصديقة.
وأشار إلى أن ذلك اللوبي، يزعم أنه يجب تقديم إغراءات للأسد في مقابل ترويضه ودفعه لتقديم تنازلات وتنفيذ طلبات تم تقديمها إليه، مشدداً: “لكن ما نريد تأكيده لجميع الدول بأن الأسد ونظامه غير قابلين للتغيير”.
وقال مكتبي: “المعركة لم تنتهِ وعنوانها الرئيسي إعادة تدوير نظام الأسد، ولهذه المعركة وجوه متعددة؛ لذلك علينا واجب المزيد من التعاون وتنسيق الجهود لمواجهة إعادة التدوير”.
المصدر: المدن