بلغ عدد الوافدين السوريين من الولايات التركية المتضررة من الزلزال لقضاء الإجازات داخل الأراضي السورية أكثر من 50 ألف شخص، في ظل توافد العشرات يومياً من أربعة منافذ حدودية مع تركيا في أرياف إدلب وحلب والرقة، شماليّ سورية، ولا سيما أن هذا العدد لا يشمل الأشخاص الذين عادوا إلى سورية طوعاً.
وقال مدير العلاقات الإعلامية في معبر باب الهوى، مازن علوش، في حديث لـ “العربي الجديد”، إنّ عدد الوافدين عبر المعبر بلغ لغاية يوم الاثنين، ضمن الإجازة المخصصة للسوريين حاملي بطاقة الحماية المؤقتة (الكيملك) في الولايات التركية المنكوبة، 263 مواطناً، مُشيراً إلى أن إجمالي الوافدين من “باب الهوى” خلال الـ 20 يوماً من الإجازة بلغ 16,480 شخصاً.
إلى ذلك، أكّدت إدارة معبر جرابلس الحدودي مع تركيا بريف حلب الشرقي، أمس الاثنين، دخول 310 من حاملي بطاقة الكيملك، ليبلغ إجمالي الوافدين منذ بداية الإجازة 12,893، فيما دخل 66 زائراً من حملة الجنسية المزدوجة، ليبلغ إجماليّ الوافدين 1216، بالإضافة إلى عودة 45 مواطناً الاثنين من البوابة طوعاً، ليبلغ عدد العائدين طوعاً منذ إعلان الإجازة 402 مواطن.
بدورها، أشارت إدارة معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا، شماليّ محافظة الرقة، إلى أن عدد الوافدين أمس الاثنين من حملة “الكيملك” بلغ 55 مواطناً، ليصل إجماليّ الوافدين 7742، فيما سجّلت إدارة المعبر أمس دخول 27 شخصاً من حملة الجنسية المزدوجة، ليصل إجماليّ الوافدين من حملة الجنسية خلال فترة الإجازة 1256، فيما عاد أمس 60 شخصاً طوعاً، ليبلغ عدد الذين عادوا طوعاً ضمن تلك الفترة 1073 شخصاً.
وكانت إدارة معبر “باب السلامة” بريف حلب الشمالي، قد سجلت يوم الأحد دخول 400 شخص من حملة “الكيملك” لقضاء الإجازة داخل الأراضي السورية، ليبلغ إجمالي الوافدين 107,25 أشخاص دخلوا من البوابة لقضاء الإجازة.
وكانت إدارة معبري “جرابلس” و”تل أبيض” قد سمحتا لحملة الجنسية المزدوجة من الولايات المتضررة من الزلزال بقضاء الإجازة، فيما لم تسمح إدارة معبري “باب السلامة” لحملة بطاقة “الحماية المؤقتة” من الولايات المنكوبة بقضاء الإجازة.
وقال شادي المحمد، وهو لاجئ من مدينة بنش بريف إدلب الشرقي، إلى ولاية غازي عنتاب جنوبيّ تركيا، في حديث لـ”العربي الجديد”، إنّ “عدة أسباب منعته من العودة إلى سورية لقضاء الإجازة، أهمها الفترة الزمنية التي تلزمنا بالبقاء 3 أشهر داخل سورية، حالتي المادية ضعيفة، وليس بمقدوري تحمّل تلك المدة دون عمل، إلى جانب انتشار شائعات عن عدم السماح للسوريين بالعودة إلى تركيا، خصوصاً أنها تتزامن مع فترة الانتخابات والتصعيد من قبل المعارضة بإعادة السوريين”، مضيفاً: “هناك مخاوف من تكرار كارثة الزلزال، ونحن هناك، وبالأساس تعاني منطقة شمال غربيّ سورية من سوء الأوضاع الصحية وعدم توافر مشافٍ ومراكز لاستيعاب المتضررين”.
من جانبه، قال ياسين الرحمون، المنحدر من مدينة حلفايا بريف حماة الشمالي، في حديث لـ “العربي الجديد”: “منذ عشرة أيام عدت إلى سورية، وددت أن أستغل الفرصة لرؤية أبي وأمي، رغم أني أدخل إلى سورية في العام عدة مرات، لأن لدي بطاقة تاجر، إلا أن أولادي وزوجتي لم يدخلوا منذ 6 سنوات، بعد وقوع الزلزال كان الأولاد يخافون في الليل، ولكوني أقيم في مدينة بولاية غازي عنتاب بعيداً عن أي أقارب، قررت أن آخذهم لزيارة جدَّيهم، وكذلك زوجتي تريد زيارة والديها”.
وأوضح الرحمون أنّ “هذه فرصة لنخرج من الضغط الذي نعيشه، رغم المأساة التي حدثت. أقيم حالياً في البيت ذاته مع أبي وأمي، مع أطفالي وزوجتي، في الليل ننقل الأطفال ليناموا في الخيمة ونعود في النهار إلى البيت، في الأوقات الصعبة من الجيد لمّ شمل العائلة”.
وبحسب “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، فإن 7259 سورياً توفوا بسبب الزلزال الذي ضرب شمال غربيّ سورية وجنوبيّ تركيا في السادس من فبراير/ شباط الماضي، بينهم 2534 توفوا في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، و394 في المناطق الخاضعة لسيطرته، و4331 لاجئاً في تركيا.
المصدر: العربي الجديد