مع مرور شهر على الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، استمرت تداعياته الإنسانية على المدنيين المقيمين في شمال غربي سوريا، إذ أودى بحياة الآلاف، كما دفع بآلاف آخرين إلى العراء بعد أن خسروا منازلهم، بينما لم توقف مدفعية النظام السوري وروسيا رصدها لمناطق وصلها الزلزال.
وأسفرت حالات القصف المتكررة عن إصابات في صفوف المدنيين، لتشهد ردودًا من قبل فصائل المعارضة، التي قصفت مناطق سيطرة النظام السوري، كما شنت عمليات هجوم على نقاط عسكرية تابعة له.
كما سجلت محافظة إدلب قصفًا لا يزال مجهول المصدر حتى اليوم، باستخدام طائرات مسيرة، أسفرت عن مقتل قياديين من فصائل “جهادية” مصنفة على قوائم الإرهاب الدولية.
النظام وروسيا
أحدث استهدافات النظام وروسيا للمناطق المتضررة من الزلزال كانت، في 27 شباط، إذ استهدفت هجمات صاروخية ومدفعية مناطق مدنية، مخلفة ثلاثة جرحى بينهم طفلة، بحسب “الدفاع المدني السوري”.
وفي منتصف اليوم نفسه، أصيب مدني بقصف مشابه، استهدف الطريق الواصل بين معرة مصرين وإدلب، بالتزامن مع قصف آخر استهدف محيط مخيم “الفروسية” بمنطقة دير الزغب ومنزلًا في الحي الغربي لمدينة بنش في ريف إدلب.
وخلال الأسبوع الذي عقب الزلزال، استهدف قوات النظام وروسيا، قرية آفس، والطريق الواصل بين آفس وتفتناز، والأراضي الزراعية بمحيط بلدة بنش في ريف إدلب الشمالي الشرقي، وأطراف قرى قسطون، والزيارة، والسرمانية، في سهل الغاب، بحسب “الدفاع”.
“الدفاع المدني” قال في تقرير، إن قوات النظام السوري وحليفه الروسي، قصفت مناطق شمال غربي سوريا خلال شباط الماضي 23 مرة، أسفرت عن ثلاث إصابات في صفوف المدنيين.
طيران مجهول
في 25 من شباط الماضي، قُتل شخصان باستهداف طائرة مسيّرة، لا تزال مجهولة التبعية، دراجة نارية كانت تقلّمها على الطريق الواصل بين بلدة قاح ودير حسان المحاذيتين للحدود التركية بريف إدلب الشمالي.
وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب، أن الغارة استهدفت، في 24 من شباط، شخصين كانا يستقلان دراجة نارية، ولم تعرف من هوية القتلى وسط حديث عن كونهما قياديين بفصيل “حراس الدين”، فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا.
“الدفاع المدني السوري” قال حينذاك إن شخصين مجهولي الهوية قُتلا بقصف صاروخي من طائرة مسيّرة مجهولة الهوية، استهدف دراجة نارية يستقلانها على طريق قاح- دير حسان في ريف إدلب الشمالي.
المعارضة ترد
نفّذ مقاتلون في “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب عملية “انغماسية“، في 26 من شباط، استهدفت موقعًا لقوات النظام السوري بريف محافظة اللاذقية شمال غربي سوريا.
واستهدف مقاتلو كتائب “العصائب الحمراء” التابعة لـالهيئة” تجمعًا لقوات النظام في قرية الربيعة بريف المحافظة الشمالي، عبر عملية “انغماسية خلف الخطوط”.
وأسفرت العملية عن مقتل عشرة عناصر من قوات النظام وتدمير ثلاثة مدافع عيار “152” و”أعشاش” ذخيرة، وفق ما نشرته مؤسسة “أمجاد” التابعة لـ”الهيئة”.
بينما تناقلت حسابات أخبارية معارضة، أن “حركة أحرار الشام” (القسم المقرب من تحرير الشام)، نفذت عملية “انغماسية” على محور ريف حلب الغربي، أسفرت عن تدمير نقطة عسكرية لقوات النظام وقتل وجرح كل من فيها.
ضرب الزلزال عشر ولايات تركية وأربع محافظات شمال غربي سوريا، في 6 من شباط الماضي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 ألف شخص، ودمار كبير في البنى التحتية.
المصدر: عنب بلدي