أسبوع كامل قضيته في نقاش معمق مع أحد رموز حركة فتح القدماء، وطلب مني أن لا أذكر اسمه في موضوعي هذا أو في أي موضوع آخر ،لأن العمر ترك بصمته عليه بسبب هموم الحياة والعمل الشاق مع حركة فتح لمدة تزيد عن أربعة عقود في عدة دول ، وفي النهاية اختار العزلة والابتعاد عن الأضواء بعد أن حاول الإصلاح وإيجاد الحلول لكن دون أي فائدة تذكر.
حركة فتح حركة ثورية مستمدة من نضال ومعاناة الشعب الفلسطيني ، لكن وكما هو قال لي “لقد ماتت سريريا ، و فترة قصيرة سوف يتم إعلان الوفاة “، لأن ما تقوم به من أخطاء منذ “اتفاقية أوسلو” وحتى يومنا هذا لا يمكن أن يقبلها “عقل ولا منطق” ،وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هو “القشة التي قصمت ظهر البعير” بسبب “تمسكه بأمور كلها تؤذي الشعب الفلسطيني كالتنسيق الأمني ونسيان حقوق الأسرى في السجون وعدم دفع رواتبهم والتخلي عن المبادئ والقيم التي على أساسها قامت عليه الحركة والفساد والمحسوبية من رأس الهرم حتى أصغر فرد في هذه المنظومة وعدم الاهتمام بقطاع غزة منذ أكثر من عقد وملف المصالحة المعطل لأنهم يرفضون الاعتراف بالفصائل الأخرى الموجودة على أرض الواقع”.
سألته عن الكيانات التي خرجت من رحم “حركة فتح ” وتحمل مسميات مختلفة فقد تكون هي “طوق النجاة” ، فأجابني بأنها “كيانات هزيلة لا قيمة لها تسعى للربح أولا وأخيرا” ، وبأن تجارب الشعوب قادرة على خلق “قادة حقيقيين “، وهو حزين على الرموز التي رحلت عن هذه الدنيا وقدمت أرواحهم لوطنهم وشعبهم ، لكن قادة فتح باعوها بثمن بخس مقابل مناصب وهمية وأرباح مادية هزيلة.