سورية نحو الدولة الفاشلة

زياد المنجد

مع استمرار  محنة السوريين يتفاءل بعضهم بقرب انتهاء مأساتهم،فيما يعلن أخرون تشاؤمهم  من استمرار المحنة لسنوات  .

بعض المتفائلين ينطلقون من قوانين امريكية ضد النظام كقانون قيصر، وقانون الكبتاكون، والبعض يبني تفاؤله على تحركات اقليمية قد تؤدي الى تحقيق بعض من مصالح شعبنا،فيما ينطلق تشاؤم الأخرين من صمت المجتمع الدولي عن المجازر التي ارتكبها ومايزال نظام الأسد.

واقع الحال يقول ان سورية ومأساة شعبها لم تعد ضمن اهتمام المجتمع الدولي، وان استمرار الوضع كما هو عليه مطلوب للوصول الى الدولة الفاشلة المتآكلة التي يسعى اليها اعداؤنا بتوجيه صهيوني، ولو ارادت الدول الفاعلة بالمشهد لسوري وعلى رأسها امريكا( التي تتصرف في الحالة السورية بوحي المصلحة الصهيونية)  انهاء مأساة السوريين تطبيقاً لمبادئ حقوق الإنسان التي تنادي بها لفعلت ذلك بيوم وليلة،ولكن الهدف هو تدمير الدولة السورية مع بقاء نظام متهالك ينفذ رغبات أعدائنا رغماً عنه، بحيث تتآكل الدولة بشكل هادئ وبطيء يشل قدرة البلد على تلبية الحاجات الأساسية، ويحوّل الناس بفعل الخوف والجوع وفقدان الخدمات الأساسية الى قطعان هائمة تسعى فيما بعد بحكم واقعها التعيس الى تقويض الدولة والمجتمع، وهو ما سماه البروفسور ( ماكس مانوارينج)  خبير الجيل الرابع للحروب بالتآكل البطيء للدولة،وهذا لن يتحقق الا باستمرار الحال كما هو دون اللجوء الى حسم الأمر،لأن الحسم السريع ينهي المشكلة ويبقي على مقومات ومؤسسات الدولة والمجتمع  وتستعيد سورية عافيتها، بينما التآكل البطيء يعني خراب المدن وتدمير مؤسسات الدولة وركائزها، وتدمير قيم المجتمع نتيجة الفقر والعوز وسيادة الفساد المالي والاداري، مايؤدي بالنهاية الى الوصول الى الدولة الفاشلة، وربما الى مرحلة التفتيت.

هكذا يفكرون ويعملون،ونظام الأسد أداة بأيديهم شاء من شاء وأبى من أبى، وتقع على مسؤولية السوريين جميعاً افشال هذا المخطط بالوحدة وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة ،فعشر سنوات من الضياع كافية لتصحيح المسار قبل ان نفقد البلد، فهل من مستجيب؟؟

المصدر: كل العرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى