في الأيام الأخيرة تم رصد نشاط عسكري روسي متزايد في ماريوبول حيث تجري عمليات إجلاء المدنيين إلى روسيا في ظل زيادة قوات احتياطيات هناك. عشية الذكرى السنوية للغزو الروسي لأوكرانيا يريد بوتين أن يتسبب في كارثة عسكرية في دونباس.
بعد سلسلة من الهزائم يحاول بوتين تحسين وضع القوات الروسية في الجبهة ويستعد لمواجهة مطولة. فيما يعمل الاقتصاد الروسي للأغراض العسكرية وتبذل الدعاية الروسية قصارى جهدها لتجعل المجتمع الروسي جاهزاً لحرب طويلة أمد. إذا كان الكرملين قد رفع شعارات “نزع السلاح واجتثاث النازية” في بداية غزوه العسكري، وهي مصطلحات غامضة من شأنها التستر على الأهداف الحقيقية للحرب العدوانية، فهو الآن في ظل تكبد الجيش الروسي عدداً من الانتكاسات والخسائر الفادحة لم يعد يخفي هدفه الأساسي وهو الاستيلاء على أوكرانيا. وبالتالي، أخذت الدعاية الروسية في تغيير الروايات المستهدفة إلى شيطنة الشعب الأوكراني والمتضمنة الدعوات إلى قتلهم. كانت دعاية هتلر قد روجت الروايات المشابهة ضد اليهود من خلال الحرب العالمية الثانية.
إن روسيا قادرة على التسبب في مشاكل غير مسبوقة للإنسانية ولذا لا بد من إيقافها على الفور في أوكرانيا. يتحدى بوتين العالم بأسره ويستعد لحرب مطولة يريدها أن تمتد إلى أوروبا. وهذا التهديد ليس وهمياً لكنه حقيقي وإن كان من الصعب تصديقه.
يواصل بوتين إلقاء الآلاف من المجندين الجدد إلى رحى الحرب في حين يعيد النظر في المناهج العسكرية الأساسية مركزاً على التدريب الأكثر كفاءة وأداء للمجندين ليحلوا محل وحدات النخبة من القوات المسلحة الروسية التي دمرت في أوكرانيا في الأشهر الأولى من الحرب لغرض استخدامهم في اللحظات الحاسمة للحرب. ومن البديهي أن بوتين لن يجلس إلى طاولة مفاوضات حقيقية مع أوكرانيا لكنه حالياً بحاجة ماسة إلى الوقت لاسترجاع قواه وتجميع الموارد لغرض شن هجوم واسع نطاق.
إن مستقبل العالم المتحضر مطروح حالياً لتحديده في أوكرانيا إذ لا شك في أن نتيجة هذه الحرب الدموية ستعطي صيغة جديدة للحضارة الغربية. وفي هذا الصدد، لا يوجد مفر أمام الغرب إلا تزويد أوكرانيا بالأسلحة الحديثة لأن ذلك استثمار مثالي في البلد الذي سيتمكن من إيقاف المحتلين الروس بمساعدة تلك الأسلحة بدلاً من نشوب حرب بين روسيا وحلف الناتو.
المصدر: الخارجية الاوكرانية