اعتصم المحتجون في مدينة السويداء جنوب سوريا، للأسبوع الرابع على التوالي للتأكيد على مطالبهم بتغيير سياسي على مستوى البلاد وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وإخراج المعتقلين في سجون النظام السوري وأقبية أفرع مخابرته، معتبرين أنفسهم جزءاً من الثورة السورية.
وبثّ ناشطون صوراً ومقاطع مصورة تظهر تجمع العشرات من أبناء مدينة السويداء وناشطيها في ساحة السير وسط المدينة، ضمن الوقفة الاحتجاجية التي ينظمها الناشطون بشكل دوري كل يوم اثنين من كل أسبوع، رافعين لافتات حملت مطالب وشعارات تدعو للافراج الفوري عن المعتقلين وتحقيق الانتقال السياسي في البلاد وفق القرار 2254.
ويؤكد الناشط فادي الجبل أن ما حملته لافتات المعتصمين خلال الاعتصام المستمر منذ أربعة أسابيع، هي جزء من مطالب الثورة السورية على امتداد الجغرافية السورية، والتي بدورها تنصّ على تحقيق التغيير السياسي وزوال السلطة الحاكمة المستبدة القمعية وإطلاق سراح المعتقلين إلى جانب المطالبة بتحقيق الحرية والعدالة والمساواة الاجتماعية.
ويقول الجبل ل”المدن”، إن شعار “من السويداء..هنا سوريا” وجملة المطالب التي دعا المعتصمون إلى تحقيقها خلال الوقفة الرابعة، هو دليل على أن حراك السويداء ليس اقتصادياً وحسب، وإنما حراك سياسي-اقتصادي-قانوني، لافتاً إلى أنه من خلال باقي الشعارات يمكن تحديد، وبوضوح، الهوية الحقيقية لحراك أحرار السويداء.
ويوضح الجبل، وهو أحد الناشطين المشاركين في الاعتصام، أن المعتصمين اتخذوا من المطالبة بتحقيق العيش الكريم لأبناء محافظة السويداء منحى اقتصادياً لإظهار إفلاس النظام وعدم قدرته على تأمين أبسط مقوماته، ومن المطالب بالحرية للمعتقلين وحرية التعبير والخلاص من سلطة الاستبداد منحى سياسياً للحراك.
ويلفت إلى أن المعتصمين رفعوا شعار “لا للمخدرات” عبر اللافتات، لإظهار دور النظام بعملية ترويج المخدرات وتصنيعها مستغلاً الحالة الاقتصادية السيئة لاستخدام بعض أبناء المحافظة لترويجها، إلى جانب شعارين آخرين الأول يطالب بطرد إيران باعتبارها وجميع الدول الأجنبية في سوريا، بمثابة احتلال، بينما الثاني يؤكد على المطالبة بتنفيذ القرار 2254.
وعن وجود بوادر لتوسع الحراك إلى باقي المناطق في السويداء، يقول الجبل إن “الأمر منوط بالشارع والفعل ورد الفعل ومن السابق لأوانه الحكم على بوادر التوسع”، مؤكداً استمرار الوقفة في ساحة السير كل يوم اثنين من كل أسبوع.
ويوضح أن الوقفة تتعرض للمضايقات من قبل النظام، لكنها لا تتعدى مرحلة تصوير المشاركين وتسجيل أسمائهم لإرسالها إلى أفرع مخابراته من قبل بعض المتعاونين معه. ويؤكد أن ما حصل من مكيدة من النظام وإحراقه مبنى المحافظة خلال بداية كانون الأول/ديسمبر 2022، وما تبعه من رفع سقوف المطالب الشعبية عقب قتله متظاهراً وإصابة 18 آخرين، أظهرت الوجهة الحقيقية للمطالب المتمثلة بإسقاط النظام وخروج إيران وروسيا.
المصدر: المدن