تدمير البنية التحتية للطاقة الأوكرانية هو الهدف الأول لبوتين

أطلقت روسيا، أكثر من 120 صاروخاً على البنية التحتية الحيوية في ضربتها الصاروخية في 29 كانون الأول/ ديسمبر التي تعتبر أكير ضربة صاروخية روسية منذ انطلاق الحرب حيث زاد عدد الصواريخ المنطلقة على المدن الأوكرانية المسالمة عن 800 صاروخ بعد 10 تشرين الأول/ أكتوبر.

غيرت روسيا تكتيكاتها حيث بدأت بمضاعفة عدد الصواريخ التي تستهدف الأراضي الأوكرانية. كما تزيد الفترة الزمنية بين الغارات الجوية حيث شنت آخر ضربة صاروخية هائلة قبل ذلك في 15 كانون الأول/ ديسمبر. ونظراً للإمكانات الإنتاجية المتواضعة للمجمع الصناعي العسكري الروسي تكدس روسيا خلال الفترة الزمنية المتزايدة الصواريخ على أمل إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بأوكرانيا.

وتشير كل المؤشرات إلى أن بوتين لن يتوقف في أوكرانيا وهو في الواقع لا يريد مفاوضات بل ينوي كسب الوقت لاستجماع قواه وتجنيد مئات الآلاف من الروس وتجميع مئات صواريخ كروز واستيراد صواريخ باليستية بغرض شن غزو شامل آخر. ولذا، يجب ألا يقف الغرب مكتوف الأيدي بل عليه دعم أوكرانيا دعماً عسكرياً شاملاً إذ أثبتت الأسلحة الغربية تفوقها المطلق على نظيراتها الروسية.

استهدفت الصواريخ الروسية عدداً من المنشآت الصناعية والمدارس في 29 كانون الأول/ ديسمبر وألحقت أضراراً جسيمة بمرافق البنية التحتية في كل من خاركيف وأوديسا ولفيف. تلحق روسيا ضرراً كبيراً بالاقتصاد والديموغرافيا وغيرها من قطاعات البلاد. وتتكبد أوكرانيا خسائر بمليارات الدولارات إثر كل هجوم صاروخي روسي. ولا شك في أن الغارات الصاروخية الروسية ستستمر ولن تنفد الصواريخ أبداً إذ إن لدى الكرملين مرافق الإنتاج الكافية وإمكانات لاستيراد المكونات الضرورية بشكل غير رسمي من الخارج. في ظل هذه الظروف، تقاتل أوكرانيا من أجل بقائها، وقد تصبح القوات المسلحة الأوكرانية، من جهتها، على غرار جيش الدفاع الإسرائيلي.

بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية الحيوية الأوكرانية تسعى روسيا إلى إحداث خسائر بين السكان المدنيين حيث تمارس الإرهاب بحق الشعب الأوكراني بكل الطرق المتاحة. والتأخير في تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي يؤدي إلى سقوط ضحايا جدد بين الأوكرانيين ويجعل بوتين يشعر بإفلاته من العقاب. وبالتالي، يطرح السؤال: كم من المدنيين الأوكرانيين سيسقطون ضحايا لهذه الحرب حتى يتخذ الغرب قراراً بتوفير الكميات اللازمة من الدفاع المضاد للطائرات لحماية سماء أوكرانيا؟

يتحدى بوتين الغرب بأسره ولن يتوقف في أوكرانيا، كما تثبت تكتيكاته ضد السكان المدنيين أن الجيش الروسي ينشر الموت والدمار أينما ذهب. تمنع أوكرانيا الجيش الروسي من الزحق إلى أوروبا على حساب أرواح جنودها، ولذا لا بد أن تكون أوروبا ممتنة لأوكرنيا على السلام في أراضيها.

المصدر: الخارجية الاوكرانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى