بوتين يحيي المواجهة ثنائية القطب: زيادة عديد الجيش الروسي يهدف إلى المواجهة مع الغرب

أعلن بوتين خلال اجتماع موسع ضم كبار القادة العسكريين، يوم الأربعاء 21 كانون الأول/ ديسمبر، عن خطة لتطوير الجيش الروسي في العام المقبل تعتبر أوسع إصلاحات منذ عام 1991، حيث تتضمن مضاعفة عديد الجيش ليصل إلى 1.5 مليون جندي وإنشاء منطقتين عسكريتين جديدتين وهما: منطقتا موسكو ولينينغراد، وتشكيل مجمع عسكري جديد في كاريليا أي قرب الحدود الروسية مع الاتحاد الأوروبي. كما يخطط لزيادة إنتاج جميع الأنواع الممكنة من الأسلحة، بما في ذلك النووية.

من جانبه، اقترح الوزير الروسي سيرغي شويغو زيادة تدريجية لسقف السن لأداء الخدمة العسكرية الإلزامية إلى 21 ثم إلى 30 عاماً، ما يعني أنه في النصف الثاني من عام 2023 الرجال البالغون ثلاثين عاماً من العمر سيطلبون للجيش. كما قال الوزير إن الثالوث النووي الروسي تم تجديده بأول قاذفة استراتيجية جديدة من طراز Tu-160M. بالإضافة إلى ذلك، تخطط روسيا لإنشاء 5 فرق مدفعية جديدة و5 فرق بحرية، وإنتاج 22 قاذفة جديدة بصواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز “يارس” و”أفانغارد” و”سارمات”، وزيادة إنتاج الصواريخ عالية الدقة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت من طراز “تسيركون” و”كينجال”.

يشير كل ذلك إلى أن بوتين يستعد لحرب طويلة الأمد قد تستمر لسنوات عديدة وقد تتجاوز حدود أوكرانيا  لتضع مستقبل أوروبا على المحك. وفي الواقع، يعني ذلك العودة الفعلية إلى زمن الثنائية القطبية والعودة إلى الأوقات التي عاش فيها الناس كل يوم في خوف من نشوب حرب نووية حقيقية. وفي هذا السياق، ولا يخفي بوتين أن هدفه هو التوسع الإقليمي ليس إلى أوكرانيا فحسب بل إلى بعض الدول الغربية.

بالفعل، لا تعتبر القدرات الإنتاجية للصناعة العسكرية الروسية متفوقة، ولكن روسيا تتكيف بسرعة مع الصدمات الأولية وتتمتع بقاعدة موارد واسعة وإمكانات علمية وتقنية. أعطى بوتين الضوء الأخضر لتسريع عسكرة روسيا، على ما يبدو استعداداً لحرب عالمية ضد الغرب قد حددها ورسمها الاتحاد السوفيتي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. بوتين الذي يعيش في عالم الأشباح التاريخية للماضي يسعى إلى إحياء المواجهة ثنائية القطب ويريد الانتقام من الغرب، الأمر الذي يشكل خطراً على العالم المتحضر.

الهدف الرئيسي الواضح لإجراء الإصلاحات العسكرية المعلن عنها هو هزيمة أوكرانيا، إذ أدرك بوتين أنه لن يتمكن من الانتصار عليها بالفرص المتاحة، ولذا أعادت وزارة الدفاع الروسية النظر في مبادئ شن الحرب وقررت الاستعداد لتصعيد واسع النطاق يتطلب تحضيراً طويلاً ونوعياً له على غرار المواجهة بين الاتحاد السوفيتي والغرب في القرن الماضي. في الواقع، تعيد مثل هذه الإصلاحات روسيا إلى الواقع الشمولي السوفيتي حيث جرى تمويل الجيش على حساب المواطنين العاديين. وحالياً، يشهد العالم استعادة الشمولية الكاملة المتمثلة بروسيا.

قد تواجه البشرية حرباً ستكون الأكثر دموية في تاريخها. مع ذلك لا يزال هناك وقت لمنعها عن طريق إيقاف الجيش الروسي في أوكرانيا المحتاجة بشدة إلى مساعدة الغرب في صراعها مع الدولة المعتدية. إن مساعدة أوكرانيا بالأسلحة أرخص سعر يمكن أن تدفعه أوروبا من أجل سماء هادئة في المستقبل القريب. هذا استثمار في الحفاظ على سلامة وأمن العالم المتحضر.

 

المصدر: الخارجية الاوكرانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى