جُرح عدد من الأشخاص يُرجح أن من بينهم عناصر من “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، اليوم السبت، إثر استهداف طائرة مُسيرة تركية موقعاً لـ “قسد” بريف محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية.
وقالت مصادر مُطلعة من ريف الحسكة، في حديث لـ “العربي الجديد”، إن خمسة أشخاص أُصيبوا بجروح متفاوتة يُرجح أن من بينهم عناصر تابعين لـ “قسد”، السبت، إثر استهداف طائرة مُسيرة تركية لمدجنة بالقرب من أحد مقرات “قسد” في ناحية القحطانية، بريف الحسكة الشمالي.
إلى ذلك، استهدفت مدفعية القوات التركية و”الجيش الوطني السوري” مواقع عسكرية لـ “قسد” في كل من بلدات بيلونية، وشيخ عيسى، وتل رفعت بريف حلب الشمالي، وقريتي زيارة، وجلغلو، وزور مغار، وجارقلي، والشيوخ في مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، وقرية الكوزلية بريف ناحية تل تمر الغربي، شمالي محافظة الحسكة، وبلدة عين عيسى ومواقع عسكرية أخرى في ريف تل أبيض الغربي شمالي محافظة الرقة، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التركية في أجواء المنطقة.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت في بيانٍ لها، أمس الجمعة، عن اعتقال أشخاص عدة حاولوا العبور إلى الأراضي التركية من سوريا، تبين بحسب الوزارة أن من “بينهم أربعة أشخاص ينتمون إلى تنظيمات حزب العمال الكردستاني (PKK)، ووحدات حماية الشعب (YPG)”.
بدوره، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، السبت، في تصريحات صحافية: “لا نهدّد الدول المجاورة في عملياتنا العسكرية، ونستهدف الإرهابيين فقط”، مضيفاً “تم تحييد 3982 إرهابياً داخل البلاد وشمالي العراق وسورية منذ مطلع العام الحالي”، مؤكداً أنه “منعنا 256 ألفاً و199 شخصاً من عبور الحدود، وسلمنا 8 آلاف مهاجر و820 إرهابياً إلى سلطات إنفاذ القانون، خلال عام 2022”.
قتلى بصفوف النظام
من جهة أخرى، واصلت قوات النظام السوري قصفها المدفعي والصاروخي مستهدفة قرى وبلدات البارة، وبينين، والرويحة، وسفوهن، والفطيرة، وفليفل، وكفر عويد، ومحيط كنصفرة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع قصف مماثل استهدف مكلبيس، والهباطة، وتديل، والوساطة بريف حلب الغربي، في ظل تحليق مستمر لطائرات الاستطلاع الروسية في أجواء منطقة “خفض التصعيد الرابعة” (إدلب وما حولها).
كما قُتل عناصر من قوات النظام السوري وجرح آخرون، إثر عملية نفذتها فصائل “الجيش الوطني السوري” بالقرب من معبر أبو الزندين بريف حلب الشرقي شمالي سورية، ليل الجمعة، وأعلن “الجيش الوطني السوري” في بيانٍ له أن القوات الخاصة التابعة له “نفذت عملية نوعية داخل مواقع مليشيات قوات الأسد على محور أبو الزندين، بالقرب من مدينة الباب شرقي محافظة حلب، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم”، فيما أكدت مصادر عاملة في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، في حديث لـ “العربي الجديد”، أن عدد قتلى قوات النظام خلال العملية بلغ ثلاثة قتلى، بالإضافة إلى أكثر من خمسة جرحى بينهم ضابط.
وأُصيب عناصر من قوات النظام، ليل الجمعة، إثر استهداف فصائل “الجيش الوطني” بصواريخ من نوع “كاتيوشا” مواقع عسكرية لقوات النظام في بلدة بسراطون بريف حلب الغربي، شمال غربي البلاد.
إلى ذلك، قُتل عنصران من قوات النظام، ليل الجمعة/ السبت، إثر انفجار لغم من مخلفات الحرب بسيارة عسكرية، بالقرب من حقل “الزملة” للغاز جنوب غربي محافظة الرقة، شمال شرقي البلاد.
دير الزور
في غضون ذلك، أعلن “الحراك الثوري” في الريف الغربي من محافظة دير الزور الذي تُسيطر عليه “قسد”، خلال مقطع فيديو مصور بثته وكالات إعلامية محلية سورية، ليل الجمعة/ السبت، استعداده لمواجهة أي محاولة تقدم لقوات النظام والمليشيات الإيرانية بريف دير الزور الغربي.
وجاء في الإعلان المصور “نحن ثوار الحراك الثوري في ريف دير الزور الغربي، موجودون على أعلى الجاهزية للتصدي لأي مليشيات تدخل من قبل النظام أو المليشيات المساندة له إلى الريف الغربي، ونحن نترك الخطوط الأولى للسلطة المُسيطرة على الأرض، والخطوط الثانية لنا، وأي خلل سوف يجبرنا للتدخل مباشرة لصد أي محاولة”، كما ظهر علم الثورة السورية مرفوعاً خلف من ألقوا البيان.
وشهدت قرية حوايج بومصعة، ليل الجمعة/ السبت، حشودا للأهالي ضمن الطرقات الرئيسية في القرية، رفضاً لدخول قوات النظام إلى الريف الغربي من محافظة دير الزور، كما انتشر أبناء العشائر في طرقات وشوارع ريف دير الزور الغربي الخاضع لسيطرة “قسد” لصد أي محاولة تقدم لقوات النظام.
وكانت قوات النظام، بدعم من المليشيات الإيرانية، قد دفعت بتعزيزات عسكرية، أمس الجمعة، إلى أطراف قرية الجنينة بريف دير الزور الغربي، تمهيداً لدخولها.
كما أخلت مليشيا “الحرس الثوري الإيراني” مقراتها في مناطق حطلة ومراط والحسينية، يوم الجمعة، واتجهت نحو مدينة دير الزور، فيما أطلقت عناصر المليشيا الموجودة في حطلة طائرة مسيرة باتجاه مناطق التماس مع “قسد” لرصد المنطقة.
وتشهد مناطق ريف دير الزور الغربي أيضاً احتجاجات واسعة وقطعاً للطرقات، وذلك بعد مقتل فتاتين على يد عناصر “مجلس دير الزور العسكري” التابع لـ “قسد”، والمطالبة بمحاسبة القتلة، بالإضافة إلى مطالبة قوات “التحالف الدولي” بإنشاء مجلس عسكري لأبناء قبيلة “البكارة” بالريف الغربي من دير الزور، بعيداً عن “مجلس دير الزور العسكري”.
المصدر: العربي الجديد