لا تعكس التغييرات في ملكية شركة “أرفادا البترولية” التي تمتلكها مجموعة “قاطرجي” لصالح شركات مؤسسة في روسيا، رغبة موسكو بتشغيل مصافي النفط السورية؛ بقدر ما تفتح الخطوة الجديدة الطريق للقطاع الخاص ليحمل عبء توفير المحروقات بالأسعار العالمية.
وتوضح المعطيات التي توفرها الجريدة الرسمية تحولات في الهيكلية العامة للشركة مع دخول شركات روسية ولبنانية على صعيد التشارك مع أسرة قاطرجي، إحدى الشركات وهي “سيلا” تقدمها الجريدة الرسمية على أنها شركة روسية ونالت نسبة 45 في المئة من الاكتتاب.
وصادقت وزارة التجارة الداخلية في آذار/مارس 2018، على النظام الداخلي لشركة “أرفادا البترولية”. ويحق للشركة -بحسب القرار- إعداد الدراسات للبنى التحتية النفطية والغازية، كما تقوم الشركة بكافة أنواع وحفر الآبار الاستكشافية والإنتاجية، وشراء النفط الخام والمنتجات الهيدروكربونية.
النفط الروسي قادم
ويربط مدير الملف السوري في مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية كرم شعار بين اتجاه الحكومة للقطاع الخاص لإنهاء أزمة المحروقات، وبين الهيكلية الجديدة لشركة”أرفادا”.
ويضيف ل”المدن”، أن الهيكلية الجديدة تعكس رغبة النظام وشركائه باستيراد النفط من روسيا وليس من إيران، وإن كان التغير في الملكية لا يعكس بالضرورة زيادة نفوذ روسيا في قطاع النفط، بدليل أن إحدى الشركات المسجلة في روسيا تحت اسم “سيلا” ليست روسية وإنما المالك لها هو نفسه حازم فرواتي الذي يمتلك نسبة 5 في المئة من اكتتاب شركة “أرفادا”.
ويتابع شعار بأنه “يصعب التكهن بتصنيف مؤكد لفرواتي بمعنى هل هو رجل روسيا أم أنه رجل الإخوة قاطرجي؟ لكن حسب صور فرواتي المتوفرة فهو يضع في مكتبه صورا لأفراد من أسرة قاطرجي”.
ويرى شعار أن إقدام فرواتي على تأسيس شركة في روسيا تمتلك حصة في “أرفادا البترولية” يؤشر إلى خطة لتوريد النفط من روسيا خلال الفترة المقبلة، حيث يمكن الربط أيضاً مع رفع الحكومة السورية الدعم بشكل كامل عن المحروقات، ثم صدور قرار من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بتحديد سعر مبيع شركة خاصة للمحروقات تدعى “بي إس” المملوكة لمجموعة قاطرجي الدولية.
استثمارات القصر
وبالرغم من محاولات روسيا السيطرة على قطاع النفط السوري إلا أن القصر الرئاسي وتحديداً بشار الأسد وزوجته أسماء، تمكنا من الاستحواذ على الاستثمارات البترولية من خلال الواجهة الاقتصادية الجديدة نسبياً والمتمثلة بيسار إبراهيم.
ويؤكد الباحث ومدير منصة “اقتصادي” يونس الكريم في حديث ل”المدن”، عدم وجود أي ملكية روسية حقيقية ضمن شركة “أرفادا” البترولية التي تتكون من الإخوة قاطرجي حصراً من دون وجود أي شركاء آخرين ذوي تأثير في قرارات الشركة .
وعليه، يرى الكريم أنه لا توجد مؤشرات على إقدام روسيا على تشغيل مصافي النفط لأن استراتيجية روسيا ألا تستثمر في مشاريع سورية تحتاج إلى أكلاف مادية يترتب عليها دفعها، موضحا أنها استولت على معظم الاستثمارات في سوريا ليس فقط كبديل عن تدخلها العسكري وإنما قامت بالضغط على النظام لتحويل الدين الروسي/السوري القديم إلى استثمارات حقيقية.
ويتابع: “هناك محاولات روسية عديدة للسيطرة على قطاع النفط، لكن قطاع النفط أصبح إجمالاً تحت قبضة يسار إبراهيم وهو واجهة أسماء الأسد الاقتصادية، وتم الاتفاق مع قاطرجي ليكون جزءاً من هذه الشراكة”.
ويلمح الكريم إلى أن لدى شركة “أرفادا” عقوداً سابقة لتطوير مصفاة بانياس ذات البنية التحتية المتهالكة، وهناك اتفاق بين أسماء الأسد والإمارات لدخول أبوظبي في مجال ترميم البنية التحتية النفطية وذلك من خلال تفعيل الخط العربي الذي يضخّ الغاز والنفط من مصر والأردن إلى سوريا ومن ثم إلى لبنان، واستثمار مصفاة بانياس ضمن عقد لمدة 30 عاماً مقابل 4 مليار دولار تدفعها الإمارات، لكن ما يمنع تنفيذ هذه الاتفاقات هو وجود إيران بالقرب منها في الوقت الراهن.
المصدر: المدن