دفاعات كييف الجوية تسقط 13 مسيرة إيرانية || الإفراج عن 64 أوكرانياً وأميركي واحد في تبادل أسرى مع روسيا

أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت “كل المسيرات الـ13” التي أطلقتها روسيا في ضربات جديدة على كييف ومحيطها صباح الأربعاء 14 ديسمبر (كانون الأول).

وقال زيلينسكي، في مقطع فيديو، “بدأ الإرهابيون في الصباح بـ13 شاهداً”، في إشارة إلى المسيرات المفخخة الإيرانية الصنع، وأضاف “بحسب معلومات أولية أسقط نظام دفاعنا الجوي الـ13 كلها”.

وأفاد رئيس الإدارة العسكرية في العاصمة سيرغي بوبكو في بيان نشر على “تليغرام” بأن كييف استهدفت بـ”موجتين” من الطائرات المسيرة، ولم يسجل وقوع أي ضحايا.

وقال “ألحق حطام المسيرات أضراراً بمبنى إداري” في حي شيفتشينكيفسكي وسط غرب العاصمة، وشاهد صحافيو وكالة الصحافة الفرنسية المبنى وقد اقتلع قسم من سطحه.

وأكد بوبكو أن “أربعة مبان سكنية” تعرضت لأضرار طفيفة.

وتشن روسيا منذ أسابيع ضربات عدة على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا، تسببت بانقطاع الكهرباء والتدفئة عن ملايين الأشخاص.

هجوم صباحي

تعرض وسط العاصمة الأوكرانية لانفجارات عدة في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء 14 ديسمبر (كانون الأول)، وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر تطبيق “تليغرام” إنه “تم إرسال خدمات الطوارئ، التفاصيل لاحقاً” مشيراً إلى هجوم بواسطة مسيّرات مفخّخة.

وكتب كليتشكو “انفجارات في منطقة شيفشنكيفسكي في العاصمة” مضيفاً أن الدفاعات الجوية أسقطت عشرة طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد” فوق كييف والمنطقة المحيطة.

والحق حطام المسيرات أضراراً بمبنيين إداريين في المنطقة، بحسب ما أفادت الإدارة العسكرية في العاصمة، من دون وقوع أي ضحايا.

في الأثناء، تضع الولايات المتحدة اللمسات النهائية على خطط لإرسال منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية إلى أوكرانيا، وربما يعلن عنها هذا الأسبوع على أقرب تقدير، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز” عن ثلاثة مسؤولين أميركيين.

تطلب أوكرانيا من شركائها الغربيين دفاعات جوية، منها أنظمة باتريوت أميركية الصنع، لحمايتها من أي قصف صاروخي روسي ثقيل، بما يشمل القصف على البنية التحتية للطاقة.

وتصنع أنظمة الدفاع الجوي الأرضية مثل منظومة باتريوت التي تصنعها شركة “رايثيون تكنولوجي” لاعتراض الصواريخ.

وقال مسؤولان تحدثا بشرط عدم ذكر اسميهما، إن الإعلان قد يأتي على أقرب تقدير يوم الخميس، ولكن ما زال بانتظار الموافقة الرسمية من وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن والرئيس جو بايدن.

وحذر الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف حلف شمال الأطلسي من تقديم أنظمة صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا، ومن المرجح أن موسكو ستنظر إلى الدعم الدفاعي على أنه تصعيد.

تبادل أسرى

أعلنت الرئاسة الأوكرانية، الأربعاء، الإفراج عن 64 أوكرانياً وأميركي واحد في تبادل أسرى بين كييف وموسكو.

وقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندري ييرماك على “تليغرام” إن “64 جندياً من القوات المسلحة الأوكرانية، الذين قاتلوا في منطقتي دونيتسك ولوغانسك خصوصاً يعودون إلى وطنهم”، مشيراً إلى أن أميركياً واحداً يدعى سويدي موريكيزي “أفرج عنه أيضاً” في العملية.

وأفادت وكالة أنباء “تاس” الروسية بأن موريكيزي أوقف في يونيو (حزيران) بشرق أوكرانيا قبل أن يدان مطلع أغسطس (آب) “لمشاركته في تظاهرات موالية لأوكرانيا ومناهضة لروسيا” و”تحريضه على الكراهية العرقية” في خيرسون (جنوب) في بداية النزاع.

ونقلت وكالة “تاس” عن محاميه أثناء إدانته قوله، إنه وجد نفسه في هذه التجمعات “بالصدفة”.

وقال إن موكله “لم يشارك يوماً في العمليات العسكرية” بمنطقة دونيتسك، مضيفاً أنه “يعمل في ملهى ليلي في خيرسون”.

مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على هذه المدينة إثر هجوم مضاد استمر أسابيع عدة.

وأوضح ييرماك أنه خلال عملية التبادل، الأربعاء، “استعيدت أربع جثث”.

القتال حول باخموت

تبادلت القوات الروسية والأوكرانية القصف في قتال كثيف حول مدينة باخموت الصغيرة في الشرق يوم الثلاثاء، فيما تعهد حلفاء كييف بما يزيد قليلاً عن مليار يورو (1.05 مليار دولار) لمساعدة الأوكرانيين على الصمود في الشتاء المتجمد.

وتقاتل موسكو لانتزاع باخموت التي تسيطر عليها أوكرانيا منذ أشهر، في إطار معركة طاحنة للسيطرة على منطقة دونيتسك، وهي واحدة من أربع مناطق أعلن الكرملين ضمها في اقتراعات رفضتها معظم الدول بوصفها غير قانونية.

وتشرف باخموت، التي كان يسكنها نحو 80 ألف نسمة، على طريق يؤدي إلى بلدات مهمة أخرى، إلا أن المحللين لا يرونها هدفاً استراتيجياً رئيساً لروسيا.

وتقول أوكرانيا إن القوات الروسية تتكبد خسائر فادحة على الجبهة الشرقية، وأشارت وزارة الدفاع البريطانية إلى أن الكلفة العالية للسيطرة على باخموت قد تجعلها بصورة رئيسة هدفاً رمزياً وسياسياً.

وتهاجم موسكو أيضاً البنية التحتية الأوكرانية في قطاع الطاقة بموجات من الضربات بالصواريخ والطائرات المسيرة، الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان لانقطاع التيار الكهربائي عن ملايين المدنيين الذين يمرون بأكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

صفارات الإنذار

ودوت صفارات الإنذار بسبب غارات جوية في أنحاء أوكرانيا بعد ظهر الثلاثاء، إلا أنها لم ترد أنباء عن هجمات جديدة، وأُعلن لاحقاً انتهاء التحذيرات.

وفي باريس، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أن نحو 70 دولة ومؤسسة تعهدت بمساعدات تزيد قليلاً على المليار يورو (1.05 مليار دولار) للمساعدة في الحفاظ على إمدادات المياه والغذاء والطاقة والصحة والنقل في أوكرانيا في ظل الهجمات.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن أوكرانيا بحاجة إلى ما لا يقل عن 800 مليون يورو (840 مليون دولار).

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن هناك اتفاقاً على إزالة الأسلحة الثقيلة من محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا وإن محادثات جارية حول طريقة فعل ذلك.

وقال الحاكم الذي عينته روسيا على الجزء الذي تسيطر عليه من منطقة دونيتسك لوكالة الإعلام الروسية “حرر أكثر قليلاً من 50 في المئة من أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية”.

وشهدت المنطقة قتالاً عنيفاً في الأسابيع القليلة الماضية، ومن غير الواضح أي أجزاء دونيتسك يقع الآن تحت سيطرة روسيا وأيها تحت سيطرة أوكرانيا.

وقال الحاكم الإقليمي بافلو كيريلينكو في قناته على تطبيق “تليغرام” إن ثلاثة مدنيين قتلوا في منطقة دونيتسك خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، بينما قال ياروسلاف يانوشيفيتش الحاكم الإقليمي لمنطقة خيرسون الغربية، إن ثلاثة أشخاص لاقوا حتفهم في هجمات بالمدفعية الروسية.

استعداد قتالي في بيلاروس

وقال زيلينسكي يوم الجمعة، إن القصف الروسي المستمر لخط المواجهة في دونيتسك دمر مدينة باخموت تماماً وألحق أضراراً كبيرة بمدينة أفديفكا، وقالت القوات المسلحة الأوكرانية الإثنين، إن روسيا تواصل تركيز جهودها على التقدم لانتزاع السيطرة على المدينتين.

وقالت وزارة الدفاع في بيلاروس الثلاثاء، إن حليفة روسيا المقربة بدأت تفتيشاً عاجلاً على جاهزية قواتها للقتال بناء على أمر من الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.

وهذه هي أحدث خطوة ضمن مجموعة من الإجراءات العسكرية، من بينها مناورات لمكافحة الإرهاب أجريت الأسبوع الماضي، التي أثارت مخاوف من احتمال أن تشن روسيا هجوماً على أوكرانيا من أراضي بيلاروس في الأشهر المقبلة.

ولا توجد حالياً أي محادثات سلام لإنهاء الصراع الذي تصفه موسكو بأنه “عملية عسكرية خاصة” ضد التهديدات الأمنية التي تشكلها جارتها، وتصف أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الصراع بأنه استيلاء على الأراضي بلا مبرر.

ورفضت روسيا، الثلاثاء، مقترح سلام من زيلينسكي يتضمن انسحاباً للقوات الروسية، وطالبت موسكو كييف بتقبل “الحقائق” الجديدة على الأرض بما في ذلك ضم روسيا لأربع مناطق أوكرانية، وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمداً، لكن الحرب أدت لنزوح الملايين ومقتل الآلاف من غير المقاتلين.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى