أعلن الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض ورئيس حركة “سوريا الأم” أحمد معاذ الخطيب، عن مبادرة للحل السياسي في سوريا تحت عنوان “سوريا تحتضر.. فما الحل؟”. وتقوم المبادرة، المدعومة من “بعض الدول الإقليمية” على إقصاء كلاً من النظام والمعارضة، وفتح الباب أمام بعض الدول الإقليمية والشخصيات الوطنية، من أجل قيادة الدفة السورية كخطوة أولية في بناء مشروع وطني لبناء سوريا.
وقال في شريط مصور بثه عبر قناته الشخصية على موقع يوتيوب: “لا يحتاج الوضع في سوريا إلى أي إحصاءات خاصة، فمنذ عشرة أعوام كان هذا المصير واضحاً وتم التنبيه إليه، وهناك وثائق تدل على ذلك بشكل جلي وواضح، البلد كان يساق إلى الخراب، ونتيجة توحش النظام وتدخلات إقليمية ودولية تحول المسار إلى صدام عسكري، ونشأ كردة فعل على ذلك، ضرورة إزالة النظام بكل مكوناته وأركانه”.
وتابع قائلاً “وصلنا الآن إلى هذه الحالة حيث تعامل النظام بوحشية وتعاملت المعارضة بغرور ودفع الشعب السوري الثمن بكل أطرافه، وعاش السوريون جميعاً ما عاشه الملايين بالمخيمات، وأصبح الجوع والخوف والانهيار يطال الجميع، وأصبح الشعب السوري في الداخل محكوماً بالحديد والنار”. وتساءل عن الحل؟ وأضاف “النظام يقول دائماً أن هناك مؤامرة”، وحمّل النظام السوري مسؤولية الأوضاع الكارثية التي يعيشها السوريون اليوم، وأضاف أن النظام زعم بأن ما يحدث في سوريا هو عبارة عن “مؤامرة”، وهذا “نعم صحيح، إنها مؤامرة، ولكن النظام هو من أنجحها بشكل مريع هناك تدخلات لدول كبرى”. وقال “إذا لم نحدث خرقاً باتجاه حل يلم السوريين جميعاً، فالبلاد ستسير إلى مصير أسوأ وأسوأ، لأن الوضع كارثي ومرشح للتفاقم”. وركزت مبادرة الخطيب في معظم تفاصيلها على الجانب المتعلّق بأبناء “الطائفة العلوية” السورية التي ينتمي إليها رأس النظام، عبر استغلال الأخير لهذه الفئة وترويعهم، وبثّ المخاوف داخل أوساطهم وزرع التفرقة بينهم وبين أبناء بقية الطوائف السورية الأخرى.
ونقل “الخطيب” شهادة عن أحد الضباط المنشقين عن النظام، حيث جمعهم بشار الأسد في اجتماع إبان اندلاع الثورة السورية بكبار رجالات وشخصيات الطائفة العلوية، وخيّرهم بين الوقوف إلى جانبه، أو “الذبح على يد (السنة)”، فاختار المجتمعون “الموت معه” لافتاً إلى أن العديد من أبناء الطائفة العلوية على تواصل دائم معه، يشكون سوء الأوضاع المعيشية والأمنية في ظل قمع النظام، مبدين تخوفهم من باقي الطوائف السورية. وتطرّق أيضاً إلى مضامين بعض الوثائق التي تعود إلى السنوات الأولى من حقبة الاستعمار الفرنسي لسوريا (عشرينيات القرن الماضي)، حيث أرسل بعض رجالات الطائفة العلوية، وثيقة إلى الحكومة الفرنسية، يطالبونها بفصل الساحل السوري عن بقية البلاد، زاعمين أن “أبناء الطائفة يعانون من اضطهاد الطائفة السنّية الذين ينظرون إليهم ككفّار”. ووفق الخطيب فقد وقّع على تلك العريضة 6 أشخاص بينهم سليمان الأسد وهو جد رأس النظام بشار الأسد، لافتًا إلى أن بشار الأسد يستغل هذه الوثيقة ليبث الخوف داخل أبناء طائفته.
واستعرض الخطيب، وثيقة أخرى تحت عنوان “الوحدة الوطنية” كتبها نحو 100 شخصية تمثل رؤساء عشائر الطائفة العلوية، وكبار الشخصيات السياسية والاجتماعية في الساحل السوري، ومن مختلف الطوائف، يطالبون فيها الحكومة الفرنسية بالوحدة مع بقية المناطق السورية ومكوناتها، بوصفهم جزءاً لا يتجزأ منهم. وحمّل “الخطيب” مؤسسات المعارضة التي وصفها بـ”الفاشلة” مسؤولية ما يحصل في سوريا، كونها لم تتمكن من إحداث أي تغيير يرجى، بالإضافة إلى النظام السوري، موجهاً انتقادات لاذعة لوفد المعارضة في اللجنة الدستورية السورية، قائلاً: “ثلاث سنوات لم تكتب اللجنة حرفاً واحداً. والله لو يمتلكون ذرة من الكرامة لعلّقوا مشانق لأنفسهم بأنفسهم”.
ووجه “الخطيب” رسالة إلى رأس النظام السوري بشار الأسد، قال فيها: “إن كان لديك حلّ ينقذ البلد فقدمه، أما مبدأ الأسد أو نحرق البلد، وأحكمكم أو أقتلكم، فسوف تدفع فيه أثمان باهظة وأنت أول من سيدفعها”، محذراً من أن الدول الحليفة للأسد سرعان ما ستتخلى عنه لاحقاً. وطالب الخطيب، رأس النظام بترك المجال لمجموعة من الشخصيات السورية كي تشكّل حكومة “تكنوقراط”، معتبراً أن هذه الحكومة خطوة أولية باتجاه الحل، إذ إنها ستتلقى دعماً من جميع الأطراف، كما أن هناك جهات دولية كثيرة قد أبدت استعدادها للمساعدة وترغب في مساعدة الشعب السوري في الخلاص من هذا المصير ورغم ما ارتكبت من أخطاء.
وقال “لكننا وصلنا إلى هذا الحال، فالنظام تصرف بتوحش والمعارضة تصرفت بغرور وغباء، والدول الإقليمية ساهمت في إيقاد ما حصل في سوريا”. مضيفاً أن “الحل هو بإبعاد كل الأطراف، أي النظام والمعارضة لأن سوريا ليست عقيمة، فهناك الآلاف من خيرة الناس سيشكلون بداية لمشروع وطني لبناء سوريا”. مؤكداً وجود جهات دولية محلية، قادرة على قيادة البلد وإنقاذه من “المصير المنهك والمهلك”، مشدداً على أن تكون تلك المجموعة لا تمثل أي طرف من أطراف النظام “المتوحش” أو المعارضة التي تصرفت “بغباء”، بحسب قوله.
المصدر: «القدس العربي»