امتنع أهالي مدينة السويداء في الجنوب السوري، صباح الاثنين، عن إرسال أبنائهم إلى المدارس، على الرغم من فتح أبوابها بشكل طبيعي وحضور الكوادر التعليمية. لكنّ المواطنين الذين شهدوا، يوم أمس الأحد، الأحداث أمام مبنى المحافظة وقيادة الشرطة التابعتَين للنظام السوري، يتخوّفون من أخرى مماثلة في أيّ لحظة، خصوصاً أنّ ما يُسرَّب من قبل الجهات الرسمية يوحي بالتصعيد.
وقد نشرت وبثّت مواقع إخبارية عدّة أخباراً عن استقدام السلطات السورية قوات مساندة عسكرية من اللواء 12 من مدينة إزرع بمحافظة درعا جنوب غربي سورية، لمواجهة الاحتجاجات التي قامت أمس.
وتعيش المدينة حالة من الترقّب والحذر، في حين أنّ الحركة عادت إلى أسواق السويداء ومؤسساتها. وقد رصد “العربي الجديد” ازدحام المارة أمام مبنى المحافظة الذي أفرغه عمّال البلدية من الأثاث المحروق وعمدوا إلى تنظيفه، في غياب أيّ وجود أمني أو عسكري في المكان.
أخبر عروة شرف “العربي الجديد”: “كنت أمس من بين المتظاهرين، وطالبت مثلهم بالكهرباء والوقود والمياه ومحاسبة الفاسدين، لكنّني وقفت في وجههم حين بدأوا باقتحام مبنى المحافظة. فنحن نتظاهر من أجل حقوقنا ولسنا مخرّبين”.
لكنّ أحد مقتحمي مبنى المحافظة، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، برّر لـ”العربي الجديد” سبب مشاركته في ذلك، بأنّ “هذه المؤسسات ملك للحكومة ولم تكن يوماً ملكاً للشعب. هي مراكز للتخطيط والتآمر على الشعب، وهي ليست أهمّ من المواطن الذي يموت جوعاً وبرداً وعطشاً”.
من جهته، قال حمزة المعروفي لـ”العربي الجديد” إنّ “التصعيد أتى بعد تظاهرات عدّة، فيما لم يقدّم المسؤولون إلا الوعود”. وبحسب رأيه، فإنّ “السلطات في السويداء سهّلت للمتظاهرين دخول مبنى المحافظة، من خلال استفزازهم برمي قنبلة صوتية وانسحاب شاغلي المبنى، وذلك من أجل حرف بوصلة التظاهر والرأي العام. وأعتقد أنّها تمكّنت من ذلك”. أضاف المعروفي أنّ “السلطات تابعت بثّ الشائعات عن سرقة ونهب الأسواق الرئيسية من قبل المتظاهرين الذين وصفتهم وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري بالمخرّبين”.
المصدر: العربي الجديد