بوتين يحاول تكرار هولودومور 1932-1933 ولكن بجعل الأوكران يموتون من البرد

أصبح الإرهاب الصاروخي الروسي ضد البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا ظاهرة منهجية ومظهراً نموذجياً للإبادة الجماعية بحق شعبها. ويعود السبب إلى أن بوتين لم يتمكن من الاستيلاء على أوكرانيا بأكملها في غضون 3 أيام ولا يمكنه السيطرة على الأراضي الأوكرانية المحتلة. في ظل هذه الظروف يسعى الديكتاتور الروسي إلى إحداث أكبر قدر من الضرر لأوكرانيا من أجل تقويض القدرة الهجومية للقوات المسلحة. ولكن في الواقع، فإن حرب الصواريخ الروسية حرب على السكان المدنيين المسالمين. تحذو روسيا حذو الاتحاد السوفيتي الذي مارس الإبادة الجماعية بحق الشعب الأوكراني مراراً.

تكثف روسيا إطلاق الصواريخ بغية استنزاف الدفاع الجوي الأوكراني بحيث تصيب بعضها أهدافها وتلحق ضرراً كبيراً بالبنية التحتية للطاقة. كما يطلق الجيش الروسي صواريخ جديدة ما تثبته شظايا الصواريخ X-101 التي تم إسقاطها في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر إذ كشف أنها صنعت في الربع الثالث من العام الجاري. وتطلق حوالي 30-100 صاروخ في هجوم واحد يتكرر كل 7-12 يوماً وهي الفترة الزمنية للدورة التكنولوجية المطلوبة لإنتاج الدفعة الواحدة من الصواريخ.

يواجه الأوكران أصعب شتاء منذ عام 1991 وربما منذ عام 1945، وبالفعل، يرتكب بوتين إبادة جماعية بحقهم بينما يدعو مروجو الدعاية الروسية على الهواء مباشرة إلى قتلهم. لا شك في أن بوتين خلق مجتمعاً مغسولاً دماغه بدعاية الكرملين. ولا يمكنك التصالح مع روسيا أو تقديم تنازلات لها بل يجب القضاء على الشر الروسي على الأراضي الأوكرانية بمساعدة الأسلحة الغربية وإلا ستعوث فساداً في أوروبا كلها.

بدأ بواتين بممارسة الإبادة الجماعية على غرار هولودومور 1932-1933 في ظل ضعف الجيش الروسي إذ تم القضاء على أفضل كوادره منذ فترة طويلة ولم يبق لديه سوى الأسلحة السوفيتية القديمة وحتى لم يؤثر إشراك 320 ألف مجند على الوضع في الجبهة بأي شكل من الأشكال. ومع ذلك، لا يستطيع بوتين التخلي عن الفكرة الجنونية المتمثلة في فرض السيطرة على أوكرانيا، وإنه مستعد للتضحية بنصف عدد الرجال الروس في سبيل ذلك وقتل الأوكران بضربات صاروخية وإغراق المدن الأوكرانية بأكملها في البرد والظلام الدامس. وستنفذ روسيا الضربات الصاروخية طوال فصل الشتاء إذ لم يعد بوتين يعتمد على مفاوضات السلام. قد وصلت روسيا إلى ذروة ضعفها منذ عام 1991 وحان الوقت لإضعاف نظام بوتين بشكل حاسم، وذلك عن طريق عزل روسيا وفرض العقوبات الأكثر قسوة ومقاطعة المبادرات السياسية الروسية على المستوى الدولي إلى جانب الاعتراف بها كدولة إرهابية من قبل كل الدول المتحضرة في العالم. أما أوكرانيا فيتعين أن تحصل على الأسلحة الغربية الضرورية بشكل عاجل وفي مقدمتها أنظمة الدفاع الجوي والدفاع المضاد للصواريخ  التي تعتبر مفتاحاً لحماية الأوكران من الضربات الصاروخية المدمرة الروسية. ولأول مرة منذ عام 2014 بدأ يلوح في الأفق بصيص من الأمل في استعادة شبه جزيرة القرم.

المصدر: الخارجية الاوكرانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى