أكبر جريمة في القرن الحادي والعشرين.. بوتين يبدأ الإبادة الجماعية بالبرد

لا يعتبر تدمير بوتين البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا إلا إبادة جماعية بحق الشعب الأوكراني. كثفت روسيا الضربات الصاروخية بعد حلول فصل الشتاء وستواصلها لإحداث أكبر قدر من الدمار وجعل المدن الأوكرانية غير صالحة للسكن. ولذا، تحتاج أوكرانيا إلى أنظمة دفاع جوي حديثة ومتطورة لحماية أراضيها وسكانها من الصواريخ الروسية بينما يفتقر قطاع الطاقة في أوكرانيا إلى المعدات اللازمة لأعمال الإصلاح والمدن إلى مولدات كهربائية تمنع الأوكران من التجمد. وفي هذا الصدد، يقدر الغرب على مساعدة أوكرانيا في تحمل أصعب فصل شتاء يمر على أوكرانيا منذ مضي 80 سنة، الأمر الذي يساهم في الانتصار المشترك على العدو المشترك للعالم المتحضر بأسره.

قبل 90 عاماً مارس الدكتاتور السوفيتي ستالين سياسة هولودومور التي هدفت إلى إبادة جماعية بالجوع مخطط لها بحق الشعب الأوكراني أودت بحياة ما يقرب من 10 ملايين شخص. وفي يومنا هذا، يمارس الدكتاتور الروسي بوتين إبادة جماعية أخرى بحق الشعب الأوكراني ولكن هذه المرة بالبرد.

تعرض الجيش الروسي لسلسلة من الهزائم في ساحة المعركة واضطر إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة الأوكرانية، ولم يتمكن بوتين من جعل أوكرانيا تجلس إلى طاولة المفاوضات بغية كسب الوقت من أجل تعزيز الوجود الروسي في الأراضي المحتلة واستجماع قواه العسكرية لمواصلة غزوه لأوكرانيا. تثير مقاومة الأوكران للاحتلال الروسي غضب بوتين ما يدفعه إلى ارتكاب إبادة جماعية. في الواقع، لن تقبل روسيا أبداً استقلال أوكرانيا وسيادتها إذ خاضت أوكرانيا تاريخياً العديد من الحروب مع روسيا التي طالما سعت إلى تحقيق هدف واحد متمثل في الاحتلال الكامل لأوكرانيا وتصفية الأوكران غير الموالين لها.

إن المفاوضات مع روسيا تعني حواراً مع مجنون مهووس متعطش للقتل. هناك طريقة واحدة فقط لوقف روسيا وهي استنفاد جيشها بشكل حاسم مثلما حدث قبل 30 سنة حينئذ هزمت روسيا وأنهكت عقب سباق التسلح مع الغرب. خلال هذه الفترة زاد بوتين الإمكانات العسكرية لروسيا وضخ مبالغ ضخمة في الجيش بهدف تحقيق توسعات جيوسياسية في المستقبل. وفي عام 2022 غدت أوكرانيا الهدف الأول للكرملين وهزيمته الأولى. يجب أن ينتهز الغرب هذه الفرصة المصيرية لإضعاف روسيا بشكل أكبر، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال تقوية الجيش الأوكراني.

أعمال الجيش الروسي في أوكرانيا هي أعمال إرهابية ترقى لجرائم الحرب. يتعين عزل بوتين عزلاً دولياً كاملاً وفرض الغرب كل العقوبات الممكنة على روسيا وقطع العلاقات الدبلوماسية معها. إن روسيا من حيث المبدأ دولة إرهابية ويجب الاعتراف بذلك رسمياً لأن اتخاذ مثل هذه الخطوات المشددة يستنزف روسيا ويمنعها من التوسع الإقليمي.

 

المصدر: الخارجية الأوكرانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى