رد رئيس المكتب السياسي في «لواء المعتصم» التابع لـ»الجيش الوطني السوري»، مصطفى سيجري، على الانتقادات التي طالته على خلفية دعوته الروس إلى فتح صفحة جديدة مع المعارضة السورية، برعاية تركية.
وفي حديث خاص لـ»القدس العربي» انتقد سيجري ما وصفه بـ»التحريف المتعمد» لتصريحاته حول تغيير المعارضة السورية موقفها من روسيا، نافياً أن يكون خطابه للروس تمهيداً لإجراء مصالحات معها، على غرار ما جرى في الجنوب السوري.
وكان سيجري، قد قال في مقال له، ندرك أن التدخل الروسي في سوريا لا يشابه التدخل الإيراني الذي يستهدف الشعب والدين والحاضر والتاريخ والمستقبل، وأن التحركات الروسية كانت في سياق الصراع الدولي والإقليمي والذي يتخطانا بطبيعة الحال، وما قام به الروس من قتل وتدمير ليس هدفاً بحد ذاته، إنما النفوذ والمكاسب الاقتصادية. ورأى، أن على القادة الروس اليوم أن يدركوا بأن مواجهة الشعوب مواجهة خاسرة، ولهم في التاريخ القريب والبعيد عبرة، وعلى بوتين أن يستفيد من تركيا الضامن إن أراد وقف الحـرب وضمان مصالحه في المنطقة.
وتابع في مقاله: «روسيا اليوم قادرة على إيقاف معاناتنا، وقادرة على حماية مصالحها إن أدركت أهمية التصالح مع الشعب السوري، والتعاون مع تركيا، اليوم وبعد تسيير الدوريات المشتركة بتنا أمام مرحلة تاريخية، إما الدفع في اتجاه حقبة آمنة مستقرة، وإما العودة إلى نقطة البداية».
وبعد احتدام الجدل بين الأوساط السورية المعارضة، قال سيجري إن ما جرى عبارة عن دعوة للجانب الروسي لأن يعيد النظر في سياساته تجاه الشعب السوري، مضيفاً «لم يكن القصد أبداً الدعوة إلى مصالحة مع روسيا، ما زال موقفنا من الاحتلال الروسي واضحاً وثابتاً، ولا يمكن أن يتغير موقفنا ما لم يكن هناك تغير في الموقف الروسي».
وأضاف: «دعوتنا للروس مشروطة بأن يتم رفع اليد عن نظام الأسد، والشخصيات المتورطة في دماء الشعب السوري»، مشيراً إلى أن سوريا باتت أمام مرحلة مفصلية، والمجتمع الدولي برمته يدفع لأن يكون هناك مبادرة تفضي إلى وقف الجرائم، والدور التركي دور مهم في سوريا، وعلى الروس أن يستفيد من هذا الدور.
وأنهى بقوله: «الشعب السوري يتعرض لمذابح، والمجتمع الدولي عاجز عن التدخل، ودعوتنا اليوم لا تأتي في إطار الاستسلام للدور الروسي، وإنما دعوة موسكو لإعادة النظر بدورها في سوريا». من جانبه، أعرب القيادي السابق في «الجيش السوري الحر»، المقدم سامر الصالح، عن استغرابه من الدعوات لفتح صفحة جديدة مع روسيا، وتناسي المجازر التي ارتكبتها بالمدنيين، في المناطق الخاضعة لسـيطرة المـعارضة.
ووصف في حديثه لـ»القدس العربي»، هذه الدعوات بـ»المعيبة والمشينة»، وقال: «قد نرى في الرقيب دعوات للمصالحة مع الأسد، تحت مسمى السياسة»، متسائلاً عن التمثيل الذي يخول شخصيات للدعوة إلى المصالحة مع الروس. ورداً على اعتبار البعض، بأن الحل الوحيد هو محاورة روسيا، قال الصالح: إن «كل ذلك يأتي في إطار ذر الرماد بالعيون، لأنه من غير الوارد بتاتاً الثقة مجدداً بروسيا، وهي التي قتلت ما قتلت من الشعب السوري، وسـاندت النظام في مهامه بقتل الشعب السـوري».
بدوره قال الناشط الإعلامي، محمد الفيصل في حسابه الخاص، بعد قتلها لعشرات آلاف السوريين، وتهجيرها لأكثر من مليوني سوري، وتدميرها لبلادنا، نجد اليوم من يدعو لفتح صفحة جديدة مع روسيا الإرهابية المجرمة.
وتساءل: «هل هذه الدعوات تعبر عن قناعة فعلاً، أم هي دعوة للمصالحة مع روسيا والنظام، أم أن هذه الأصوات لم يكن لديها مشكلة مع روسيا أصلاً»، خاتماً تدوينته: «روسيا دولة مجرمة، ولا صلح معها».
كذلك استهجن الباحث بشؤون الجماعات الجهادية، خليل المقداد، دعوة سيجري، وغرد على «تويتر»: «ستبقى روسيا عدو بالنسبة لأهل الشام حتى لو صادقها العالم كله، ولا يحق لأي جهة كانت أن تفرض علينا ما تراه من حلول ترقيعية ومشاريع استسلام مذل».
المصدر: «القدس العربي»