الحروب مفاصل أبواب تاريخية، ويمكن للحروب الطائشة التي تأتي في ذرى الانحدار الوطني أن تكون مدمّرة. ينطبق هذا على الإمبراطوريات بنحو خاص، فلربما كانت إمبراطورية آل هابسبورغ التي حكمت أوروبا الوسطى لمئات السنين لتظل باقية برغم عقود من الانحطاط لولا هزيمتها في الحرب العالمية الأولى. ويسري الأمر نفسه على الإمبراطورية العثمانية التي كان يشار إليها منذ منتصف القرن التاسع عشر باسم “رجل أوروبا المريض”. فأسوةً بإمبراطورية هابسبورغ، قد تكون الإمبراطورية العثمانية كافحت لعقود ولربما أعيد تشكيلها آنذاك.
إلا أنه لا ينبغي أبداً الاستهانة بالعواقب المترتبة على مثل هذا القصاص العادل من الإمبراطوريات ولا الاحتفاء به. فالإمبراطوريات تتشكل من الفوضى، وغالباً ما يُخلّف انهيارها الفوضى في أعقابها. وكثيراً ما ثبت أن الدول أحادية العرق التي انبثقت من رماد إمبراطوريتَي هابسبورغ والعثمانية المتعددتَي الأعراق كانت متطرفة وغير مستقرة، ومردُّ ذلك إلى أن الجماعات العرقية والطائفية ومظالمها الخاصة التي عادةً ما خففتها المظلات الإمبريالية المشتركة أصبحت سيدة نفسها فجأة وتألّب بعضها على بعض. أثَّرت النازية والفاشية عموماً في الدول والفصائل الفتاكة في البلقان ما بعد إمبراطوريتي هابسبورغ والعثمانية، وكذلك في المثقفين العرب الذين كانوا يدرسون في أوروبا والذين عادوا بتلك الأفكار إلى أوطانهم المستقلة حديثاً بعد الاستعمار حيث ساعدوا في تشكيل أيديولوجية البعث الكارثية. وقد تكهَّن ونستون تشرشل في نهاية الحرب العالمية الثانية أنه لو لم تُنَحَّ الأنظمة الملكية الإمبراطورية في ألمانيا والنمسا وأماكن أخرى عن طاولة السلام في فرساي “لما كان لدينا هتلر”.
لقد تشكل القرن العشرون إلى حد كبير بسبب انهيار الإمبراطوريات السلالية في العقود الأولى وما تبع ذلك من حرب واضطرابات جيوسياسية في العقود اللاحقة. وكثيراً ما يستخف المثقفون بالإمبراطوريات، إلا أن انهيارها قد يجلب المزيد من المشكلات. فالشرق الأوسط على سبيل المثال لم يجد بعد حلاً ناجعاً بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية مثلما يتضح من التقلبات الدامية على مدى المئة عام الماضية.
ينبغي لنا أن نضع كل هذا نصب أعيننا حين ننظر إلى هشاشة الصين وروسيا والولايات المتحدة اليوم. قد تكون هذه القوى العظمى أكثر هشاشة مما تبدو عليه. ويبدو أن البصيرة اليقِظة القلقة لتجنب كوارث السياسة – أي القدرة على التفكير بصورة مأساوية من أجل تجنب المأساة – إما أنها طُوِّرت بنحو غير وافٍ أو أنه ما من أثر لها في بكين وموسكو وواشنطن. فحتى الآن، بدأت كل من روسيا والولايات المتحدة حروب التدمير الذاتي: روسيا في أوكرانيا والولايات المتحدة في أفغانستان والعراق. أما بالنسبة للصين فإن هوسها بغزو تايوان يمكن أن يفضي إلى دمارها الذاتي. لقد أظهرت القوى العظمى الثلاث في السنوات والعقود الأخيرة بوضوحٍ فترات من الحكم السيء بدرجة استثنائية إذا ما تعلّق الأمر ببقائها على المدى الطويل.
وإذا ما نال الضعف من أي من القوى العظمى اليوم أو منها جميعاً إلى حد كبير فإن الارتباك والفوضى سيزدادان داخل حدودها وحول العالم، إذ ستكون الولايات المتحدة الضعيفة أو المحاصرة أقل قدرة على دعم حلفائها في أوروبا وآسيا، وإذا ما تزعزع نظام الكرملين بسبب عوامل نابعة من حرب أوكرانيا فإن روسيا الأضعف مؤسسياً من الصين قد تتحول إلى نسخة أقلُّ سعرات حرارية من يوغوسلافيا السابقة غير قادرة على السيطرة على أراضيها التاريخية في القوقاز وسيبيريا وشرق آسيا. ومن شأن الاضطرابات الاقتصادية أو السياسية في الصين أن تطلق العنان للاضطرابات الإقليمية داخل البلاد وأن تعمل أيضاً على تشجيع الهند وكوريا الشمالية اللتين تقيّد بكين سياساتهما بطبيعة الحال
أرض مهتزة
ليست القوى العظمى اليوم بإمبراطوريات، ولكن روسيا والصين تحملان علامات إرثهما الإمبراطوري. فمثلاً، تضرب دوافع حرب الكرملين في أوكرانيا بجذورها في البواعث التي كانت قائمة في كل من الإمبراطوريتين الروسية والسوفياتية، كما أن النوايا العدوانية للصين في التعامل مع تايوان تعكس سعي سلالة تشينغ الحاكمة إلى فرض هيمنتها على آسيا. أما الولايات المتحدة فلم تعرّف نفسها رسمياً على أنها إمبراطورية، لكن التوسع الغربي في أميركا الشمالية والغزوات للأراضي عبر البحار في بعض الأحيان أعطت الولايات المتحدة نكهة إمبراطورية في القرن التاسع عشر، وفي عصر ما بعد الحرب تمتعت الولايات المتحدة بمستوى من الهيمنة العالمية لم تعرفه من قبل سوى الإمبراطوريات.
تواجه كل هذه القوى العظمى الثلاث مستقبلاً يتسم بعدم اليقين إذ لا يمكن استبعاد انهيارها أو درجة ما من تفككها. وتختلف مجموعة المشكلات بالنسبة لكل بلد، إلا أن التحديات التي تواجه كل بلد تعدّ تحديات جوهرية بالنسبة لوجود سلطة ذلك البلد في حد ذاتها. غير أن روسيا تواجه الخطر الأشد إلحاحاً وحتى لو انتصرت في الحرب في أوكرانيا على نحو ما فإنها سوف تضطر إلى مواجهة الكارثة الاقتصادية المتمثلة في الانفصال عن الاتحاد الأوروبي واقتصادات مجموعة الدول السبع ما لم يكن هناك سلام حقيقي، وهو ما يبدو الآن مستبعداً. قد تكون روسيا بالفعل الرجل المريض في أوراسيا مثلما كانت الإمبراطورية العثمانية في أوروبا ذات يوم.
أما بالنسبة للصين فقد تباطأ نموها الاقتصادي السنوي من رقمين إلى رقم واحد وقد يصل قريباً إلى أرقام أحادية منخفضة. لقد فرَّت رؤوس الأموال من البلاد حيث يبيع المستثمرون الأجانب العديد من مليارات الدولارات في شكل سندات صينية ومليارات أخرى من الأسهم الصينية، وفي الوقت نفسه بلغ اقتصاد الصين مرحلة النضج والتباطؤ، كما تضاءَل الاستثمار الخارجي ودخلت القوة العاملة مرحلة الشيخوخة والانكماش، وهذا كله لا يبشّر بالخير بالنسبة للاستقرار الداخلي في المستقبل. وقد لاحظ رئيس الجمعية الآسيوية ورئيس الوزراء الأسترالي السابق كيفن رود أن الرئيس الصيني شي جينبينغ ومن خلال سياسته الدولتَيّة (شديدة المركزية) والشيوعية الصارمة، “بدأ في خنق الإوزة التي ظلت تبيض ذهباً طيلة خمسة وثلاثين عاماً”. يمكن لهذه الوقائع الاقتصادية الصارخة أن تهدد السلام الاجتماعي والتأييد الضمني للنظام الشيوعي من خلال تقويض مستوى المعيشة للمواطن الصيني العادي. إن الأنظمة الاستبدادية في حين تحيط نفسها بهالة الصفاء فإنها دائماً ما قد تكون متعفّنة من الداخل.
بما أن الولايات المتحدة ديمقراطية فإن مشكلاتها أكثر شفافية، بيدَ إن ذلك لا يجعلها أقل حدة بالضرورة. والحقيقة هي أنه مع صعود العجز الفيدرالي نحو مستويات لا يمكن تحمُّلها، أدت عملية العولمة في حدّ ذاتها إلى تقسيم الأميركيين إلى نصفين متصارعين: أولئك الذين انجرفوا إلى قيم حضارة عالمية كوزموبوليتانية جديدة وأولئك الذين يرفضونها من أجل قيم قومية أكثر تقليدية وتديُّناً. وقد فرَّ نصف الولايات المتحدة من جغرافيتها القارية في حين أن النصف الآخر متشبّث بها. فقد أصبحت المحيطات على نحو متزايد عاملاً أقل أهمية في عزل الولايات المتحدة عن بقية العالم، الأمر الذي ساعد لأكثر من مئتي عام في توفير اللُّحمة المجتمعية للبلاد. لقد كانت الولايات المتحدة ديمقراطية جماهيرية حسنة الأداء في عصر الطباعة والكتابة، ولكنها أقل نجاحاً في العصر الرقمي الذي غذَّت ابتكاراته السخط الشعبوي ما أفضى إلى صعود دونالد ترامب.
وبسبب هذه التحولات من المرجح أننا أمام تركيبة جديدة للقوة العالمية. في أحد السيناريوهات، تنحدر روسيا انحداراً حاداً من جرّاء حربها الخاطئة، وتواجه الصين صعوبة كبيرة في تحقيق القوة الاقتصادية والتكنولوجية المستدامة في ظل حزب شيوعي صيني ينكص بصورة متزايدة إلى اللينينية التقليدية، وتتغلب الولايات المتحدة على اضطرابها الداخلي وتنهض من جديد في نهاية المطاف كقطب قوّة أوحد مثلما فعلت بعد الحرب الباردة مباشرة. وثمة احتمال آخر يتلخص في عالم ثنائي القطبية تحافظ فيه الصين على ديناميكيتها الاقتصادية حتى مع تحولها إلى دولة أكثر استبدادية. ويتلخّص الاحتمال الثالث في الانحدار التدريجي للقوى الثلاث، الأمر الذي يؤدي إلى درجة أعظم من الفوضى في النظام الدولي حيث تغدو القوى ذات المستوى المتوسط ولا سيما في الشرق الأوسط وجنوب آسيا أقل تقييداً مما هي عليه بالفعل، فيما يتعذر على الدول الأوروبية الاتفاق على الكثير من المسائل في غياب الزعامة الأميركية الفاعلة حتى في ظل ما قد تشهده القارة الأوروبية من تهديدات على حدودها تنشأ عن الفوضى في روسيا ما بعد بوتين.
وسوف يتوقف السيناريو الذي سينشأ إلى حد كبير على نتيجة المبارزات العسكرية، فالعالم يشهد ما تفعله حرب برية كبرى في أوروبا الشرقية بآفاق روسيا وسمعتها كقوة عظمى. لقد كشفت الأحداث في أوكرانيا عن آلة حربية روسية تنتمي بوضوح إلى العالم النامي ويشوبها انعدام الانضباط والفرار من الخدمة وسوء الخدمات اللوجستية وانعدامها أحياناً، فضلاً عن قوّات شديدة الضعف قوامها ضباط الصف. وعلى غرار الحرب في أوكرانيا فإن بدء صراع بحري وإلكتروني وصاروخي متطور في تايوان أو في بحر الصين الجنوبي أو بحر الصين الشرقي سيكون أسهل من إنهائه. على سبيل المثال، ما الذي سيكون هدف الولايات المتحدة الاستراتيجي بمجرد بدء مثل هذه الأعمال العدائية العسكرية بجدّية؟ أهي نهاية حكم الحزب الشيوعي في الصين؟ إذا كان الأمر كذلك، كيف ستتعامل واشنطن مع الفوضى الناتجة من وضع كهذا؟ بالكاد بدأت الولايات المتحدة التفكير في هذه الأسئلة. إن الحرب صندوق باندورا مثلما تعلمت واشنطن في أفغانستان والعراق.
استراتيجية البقاء
ما مِن قوة عظمى تدوم للأبد، ولكن ربما كان مثال الديمومة الأكثر إثارة للإعجاب هو الإمبراطورية البيزنطية التي استمرت من عام 330 م إلى غزو القسطنطينية خلال الحملة الصليبية الرابعة في عام 1204 ومن ثم التعافي والبقاء حتى الانتصار العثماني النهائي في عام 1453. وما يستدعي الإعجاب المضاعف هو أن الإمبراطورية البيزنطية تميّزت بجغرافيا أكثر صعوبة وأعداء أعتى وبالتالي كانت نقاط ضعفها أكبر من تلك التي لروما في الغرب. ولقد زعم المؤرخ إدوارد لوتواك أن بيزنطة “كانت أقل اعتماداً على القوة العسكرية وأكثر اعتماداً على جميع صور الإقناع من قبيل تجنيد الحلفاء وثني الأعداء وحثّ الأعداء المحتملين على مهاجمة بعضهم البعض”. وعلاوة على ذلك يشير لوتواك إلى أن “البيزنطيين كانوا في حروبهم أقل ميلاً إلى تدمير الأعداء من احتوائهم، سواء للحفاظ على قوتهم أو لأنهم كانوا يعرفون أن عدو اليوم يمكن أن يكون حليف الغد”.
وبعبارة أخرى ليست المسألة مجرّد تجنّب حرب كبرى كلما أمكن، ولكنها أيضاً مسألة عدم الإفراط الأيديولوجي لكي يتسنّى النظر إلى عدو اليوم على أنه صديق الغد حتى لو كان له نظام سياسي مختلف عن نظام بيزنطة. ولم يكن من السهل على الولايات المتحدة أن تفعل ذلك بالنظر إلى أنها ترى نفسها قوة تبشيرية ملتزمة بنشر الديمقراطية. لقد أضفى البيزنطيون مرونة أخلاقية على نظامهم على رغم تديّنهم المفترض، وهو نهج واقعي أصبح تحقيقه في الولايات المتحدة أصعب ومردُّ ذلك في بعض منه إلى سلطة مؤسسة إعلامية منافقة. تواصل الشخصيات المؤثرة في وسائل الإعلام الأميركية واشنطن الدعوة إلى تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، بل وفرضها في بعض الأحيان، حتى عندما يؤدي ذلك إلى الإضرار بالمصالح الجيوسياسية للولايات المتحدة. وإلى جانب وسائل الإعلام، هناك مؤسسة السياسة الخارجية نفسها التي كما أظهر التدخل العسكري الأميركي في ليبيا عام 2011 بوضوحٍ لم تتعلم تماماً الدروس المستفادة من انهيار العراق ومن الاستعصاء الذي كان قائماً آنذاك في أفغانستان. على أن استجابة إدارة بايدن المدروسة نسبياً في أوكرانيا، وهي عدم إدخال أي قوات أميركية وتقديم المشورة بصورة غير رسمية للأوكرانيين بعدم توسيع حربهم في الأراضي الروسية قد تمثل نقطة تحول. والواقع أنه كلما كانت الولايات المتحدة أقل تبشيراً في نهجها كان من المرجح أن تتجنب الحروب الكارثية. وبطبيعة الحال لا يتعين على الولايات المتحدة أن تذهب مذهب الصين الاستبدادية التي لا تلقي محاضرات في الأخلاق على حكومات ومجتمعات أخرى فتتعامل بسرور مع الأنظمة التي تختلف قيمها عن قيم بكين عندما تمنح الصين امتيازات اقتصادية وجغرافية سياسية.
قد تكون السياسة الخارجية الأميركية المكبوحة هي الوصفة لبقاء القوة الأميركية على المدى الطويل. وربما يبدو “التوازن الخارجي” للوهلة الأولى بمثابة استراتيجية واشنطن التوجيهية: “بدلاً من لعب دور الشرطي في العالم، ستشجع الولايات المتحدة الدول الأخرى على أخذ زمام المبادرة في تفحُّص القوى الصاعدة والتدخل فقط عند الضرورة”، وذلك كما كتب العالمان السياسيان جون ميرشايمر وستيفن والت في مجلة “فورين أفيرز” عام 2016. غير أن مشكلة ذلك النهج هي أن العالم يتسم بقدر كبير من السيالة والترابط حيث تهاجر الأزمات في جزء من العالم إلى أجزاء أخرى وأن كبح السياسة الخارجية قد لا يكون عملياً ببساطة، إذ يمكن أن يكون التوازن الخارجي مُكبِّلاً وآلياً أكثر مما ينبغي. لقد ازدهرت الانعزالية في عصر كانت فيه السفن هي الطريقة الوحيدة لعبور المحيط الأطلسي واستغرقت رحلاتها أياماً طوالاً، أمّا في عالم اليوم فقد لا تؤدي سياسة الكبح المعلنة سوى إلى إبراز الضعف وانعدام اليقين.
ما يدعو للأسف أن الولايات المتحدة مـُقدّر لها أن تتورط في أزمات خارجية يكون لبعضها جانب عسكري. تلك هي طبيعة هذا العالم الذي ما فتئ يزداد كثافةً سكانيةً وتشابكاً ورُهاباً من الأماكن المغلقة. ومرة أخرى فإن المفهوم الرئيسي يتلخص دوماً في التفكير المأساوي: أي التفكير في أسوأ السيناريوهات لكل أزمة مع عدم سماح المرء لنفسه بالتقاعس عن العمل على وجه العموم. المسـألة فنٌّ وحدسٌ عبقري أكثر من كونها علم، وهي عينها الطريقة التي دائماً ما نجت بها القوى العظمى.
يمكن للإمبراطوريات أن تنتهي فجأة، وعندما تنتهي، تعمّ الفوضى وعدم الاستقرار. وربما فات الأوان على روسيا لتجنب هذا المصير، إلا أن الصين قد تنجح في تحقيق هذه الغاية ولكن بصعوبة بالغة. أما الولايات المتحدة فلا تزال في أفضل وضع من بين الأمم الثلاث، إلا أنها كلما تأخرت في تبني تحوُّل أكثر مأساوية وواقعية في نهجها، ساءت الاحتمالات. إن وجود استراتيجية كبرى للحدود التي يتعيّن التزامها أمرٌ بالغ الأهمية. دعونا نأمل في أن تبدأ استراتيجية كهذه الآن مع سياسة الحرب التي تنتهجها إدارة بايدن في أوكرانيا.
- يشغل روبرت د. كابلان كرسي روبرت شتراوز – هوبيه في الجغرافيا السياسية في معهد بحوث السياسة الخارجية. وهو مؤلف الكتاب الذي يصدر قريباً بعنوان “العقل المأساوي: الخوف والمصير وعبء القوة”.
مترجم عن فورين أفيرز، تشرين أول (أكتوبر) 2022
المصدر: اندبندنت عربية