تواصل حكومة الاحتلال حربها التهويدية ضد مدينة القدس المحتلة مستهدفة المسجد الأقصى في سابقة الاخطر من نوعها، وسط تخاذل دولي ملحوظ ويعد هذا التصعيد جزء من سياسة الاحتلال الرسمية المألوفة والمكشوفة التي تقوم على توظيف المناسبات والأعياد الدينية لتحقيق أطماعها الاستعمارية التوسعية العنصرية، وتواصل عصابات المستوطنين استغلالها المناسبات الدينية اليهودية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، ومحاولة فرض أمر واقع ضمن مخططات التهويد التي تستهدف المدينة المقدسة بشكل عام والحرم القدسي على وجه الخصوص .
ما يجري محاولة إسرائيلية للهروب الى الامام وجر ساحة الصراع نحو مربعات العنف والحرب الدينية التي يصعب الخروج منها أو السيطرة عليها، وذلك في إطار مخططات أسرلة وتهويد القدس وتغيير معالمها وطابعها الحضاري وطمس هويتها العربية الفلسطينية، وفصلها عن محيطها الفلسطيني وربطها بالعمق الاسرائيلي، بما في ذلك عمليات التطهير العرقي المتواصلة ضد مواطنيها المقدسيين لطردهم وتهجيرهم وإبعادهم عنها بأشكال مختلفة، بما في ذلك عمليات هدم المنازل بالجملة التي تطال مختلف أحياء المدينة المقدسة.
تلك الاقتحامات التي يقوم بها المستوطنين للمسجد الأقصى وباحاته، والتصعيد المستمر في الدعوات التحريضية تهدف لتوسيع دائرة الصراع القائم وتشكل تلك الاقتحامات، التي كان آخرها بذريعة الأعياد اليهودية حيث اقدم المقتحمين المتطرفين على أداء طقوس تلمودية والنفخ في البوق أمام قبة الصخرة، وأداء صلوات علنية في باحات المسجد الأقصى، وأن هذا الواقع التصعيدي يكشف اكاذيب وادعاءات بعض المسؤولين الإسرائيليين بشأن العمل على تهدئة الأوضاع القائمة في القدس .
حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا التصعيد والاستهداف المباشر للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك الذي يتم يوميا بإشراف المستوى السياسي وتوجيهاته ودعمه للجمعيات والمنظمات الاستيطانية ومواصلة سلسلة من الجرائم المنظمة والممارسات الإسرائيلية العنصرية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، وما تقوم به حكومة الاحتلال من استيطان وقتل واعتقال وهدم للبيوت وحواجز وما يجري في القدس من اقتلاع للمواطنين من سكناهم وأرضهم ومدينتهم .
تهدف محاولات دولة الاحتلال زيادة التوتر والاحتقان في مدينة القدس والحرم القدسي الشريف عبر استغلال هذه الجرائم من اعتداءات واقتحامات متواصلة تنفيذا لمخططات تقسيم الحرم زمانيا ومكانيا، وهو الذي ستفشله عزيمة وإصرار أبناء الشعب الفلسطيني وسيبقى المسجد الأقصى مسجدا إسلاميا خالصا لا حق لغير المسلمين فيه كما جاء في القرآن الكريم وأكدته القوانين الدولية وقرارات اليونسكو ولا بد من جماهير الشعب الفلسطيني عقد العزم والوصول الى المسجد الأقصى وتكثيف تواجدها الدائم فيه لإفشال مخططات جماعات الإرهاب الاستيطانية والدفاع عن المسجد بكل عزيمة .
وفي ظل ذلك لا بد من منظمة التربية والعلوم والثقافة “يونسكو” بالتحرك العاجل لتنفيذ قراراتها ذات الصلة، وأهمية قيام المجتمع الدولي من اجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وللقدس ومقدساتها خاصة بعد التمادي في ممارسة السياسة التهويدية الخطيرة، وإمام ذلك لا بد من العلماء والمفكرين والإعلاميين والمثقفين في العالم اجمع القيام بواجبهم الديني والأخلاقي تجاه مدينة القدس والحرم القدسي الشريف، والتأكيد على إسلامية المسجد وتوجيه رسالة واضحة للعالم أن المساس بالقدس والأقصى هو مساس لعقيدة أكثر من مليار ونصف مسلم في كل بقاع الأرض، وأن الحرب الدينية التي تسعى دولة الاحتلال لإشعالها سيكتوي بنارها كل العالم ولن يسلم منها أو من تبعاتها أي كان على وجه الأرض .