حلب: “وحدة صائدي الدروع” الإيرانية تواجه انغماسيي تحرير الشام

تشهد الجبهات بين قوات النظام والفصائل المعارضة جنوب غربي حلب عمليات انتقامية متبادلة بين الطرفين، ويحاول كل طرف تنفيذ هجمات عسكرية نوعية ومكلفة بالاعتماد على مجموعة المعلومات المقدمة من وحدات الرصد البري والجوي، وخلايا العملاء.

واستهدفت قوات النظام مساء الأحد، تجمعاً للآليات الثقيلة التي تعمل على تحصين الخطوط الدفاعية الأولى قرب بلدة بلنتا وإلى الشمال من مدينة الأتارب بريف حلب الجنوبي الغربي، وهي نقاط تنتشر فيها تشكيلات هيئة تحرير الشام، وقد تسبب الاستهداف بصاروخ مضاد للدروع بمقتل سائق إحدى الجرافات، وجرح آخرين. وفي الوقت ذاته توسع قصف النظام ليشمل نقاط أخرى تتمركز فيها الفصائل وتحرير الشام في القرى المقابلة للجبهات.

وعملية الاستهداف لآليات التحصين كانت الرابعة على التوالي خلال مدة 48 ساعة والتي تخللتها أيضاَ محاولات تسلل في محاور جنوب غربي حلب، إذ سبق لقوات النظام أن استهدفت بصاروخ مضاد آخر مركبة عسكرية لأحد قادة فيلق الشام فرزات عبدو، والذي قُتل بينما أصيب مرافقه، في واحدة من نقاط الفيلق بمحور كباشين القريب من دارة عزة بريف حلب، في حين استهدف قوات النظام بصاروخين مضادين للدروع مركبات زراعية تعود للأهالي كانوا في بساتينهم القريبة من خطوط التماس، ولم تتسبب العملية بوقوع ضحايا.

ويبدو أن تصاعد عمليات المليشيات الإيرانية في جبهات جنوب غربي حلب خلال الأيام القليلة الماضية هي للانتقام لعناصرها الذين قتلوا في مواقعهم المتقدمة في خربة جدرايا المقابلة لمحوري ميزناز وكفر حلب، وذلك خلال عملية تسلل نهارية نفذتها مجموعة من “الانغماسيين” التابعين لتحرير الشام.

وتروج قوات النظام والمليشيات الإيرانية في منطقة عملياتها جنوب غربي حلب لوحدة عسكرية مستحدثة مهمتها على ما يبدو تنفيذ ضربات نوعية ضد الفصائل وتحرير الشام، ويطلق عليها اسم “وحدة صائدي الدروع”، وتزعم المليشيات أن الوحدة تتميز بكفاءة عناصرها في القتال وعمليات التسلل، وتضم في صفوفها أمهر القناصين ومطلقي الصواريخ المضادة للدروع التي تستهدف المركبات والمجموعات المتحصنة للمعارضة في الخطوط الأولى.

وحول عملية استهداف القيادي في فيلق الشام فرزات عبدو زعمت الميليشيات أن العملية نجحت بالاعتماد على المعلومات التي وفرتها الخلايا الأمنية العاملة على الأرض. وتوعدت المليشيات الإيرانية بتنفيذ المزيد من العمليات مستفيدة من الاختراقات الأمنية في صفوف الفصائل، وقالت مواقع موالية للمليشيات “هذه العمليات وستستهدف قادة آخرين قريباً، فليحذروا فنحن بينهم”.

وقال مصدر عسكري في تحرير الشام ل”المدن”، إن “مقاتلين من الهيئة نفذوا عملية نوعية ضد نقطة عسكرية تتمركز فيها مجموعات تتبع للمليشيات الإيرانية جنوب غرب حلب خلال ساعات النهار”. وأشار المصدر إلى أن “العملية هي للرد على التصعيد المتواصل ومحاولات التسلل التي نفذها العدو بشكل متكرر ومكثف خلال الأسابيع الماضية، وانتقاماً لضحايا القصف في البلدات المحررة”.

وشهدت جبهات جنوب غربي حلب تغيراً جذرياً منذ منتصف شهر أيار/مايو الماضي بعدما استهدفت حركة أحرار الشام حافلة تقل مجموعة عسكرية تتبع للمليشيات الإيرانية في منطقة العمليات القريبة من الجبهات، ما أسفر عن مقتل 10 عناصر على الأقل، ومنذ ذلك الحين أعادت قوات النظام المليشيات الإيرانية عمليات انتشارها، وعززت تحصيناتها الدفاعية، ونشرت منظومة ضخمة من الصواريخ المضادة للدروع على طول خطوط الاشتباك التي تنتشر فيها مجموعاتها.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى