استهدفت المقاتلات الروسية، أمس (الأربعاء)، محيط مدينة إدلب بعدد من الغارات الجوية، تزامناً مع مواجهات عنيفة بالأسلحة الثقيلة، شهدتها خطوط التماس في ريفي إدلب وحلب شمال غرب سوريا، بين قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية من جانب، وفصائل المعارضة من جانب آخر، وأسفرت عن وقوع إصابات في صفوف الطرفين.
واستقدمت فصائل المعارضة تعزيزات عسكرية جديدة إلى خطوط التماس، تحسباً لأي محاولة تقدم من قبل قوات النظام السوري وحلفائه.
وأفاد ناشطون في محافظة إدلب بأن «طائرة حربية روسية انطلقت من قاعدة حميميم بريف اللاذقية، نفذت غارتين جويتين بصواريخ فراغية شديدة الانفجار على معمل الكونسورة بمحيط إدلب من الجهة الغربية ومحيط قرية سرجة في ريفها، ما أسفر عن إصابة مدنيين بجروح خطيرة، عملت فرق الإنقاذ على إسعافهم إلى المشافي. فيما قامت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، بإزالة الأنقاض والبحث عن ناجين، وسط تحذيرات أطلقتها مراصد المعارضة من تحليق مكثف لطائرات حربية واستطلاع روسية، شهدته أجواء محافظة إدلب.
ويأتي ذلك بعد أيام من تنفيذ المقاتلات الروسية 14 غارة جوية بصواريخ فراغية، استهدفت الجهة الغربية لمدينة إدلب والسجن المركزي، أسفرت عن إصابة 3 مدنيين بجروح بليغة حينها».
وأعلنت مراصد المعارضة شمال غرب سوريا عن «تصعيد عسكري غير مسبوق لقوات النظام والميليشيات الإيرانية، بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ وقذائف الدبابات، استهدف قرى بينين ودير سنبل وكنصفرة محيط بلدة كفرنبل بجبل الزاوية جنوب إدلب. وأسفر القصف عن إصابة مدني (مزارع)، وأضرار كبيرة في المزارع والممتلكات، تزامناً مع قصف مماثل طال بلدة كفرتعال بريف حلب الغربي، دون تسجيل وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
وقابل ذلك قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدافع الثقيلة من قبل فصائل المعارضة في غرفة عمليات (الفتح المبين)، على مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية في مناطق كفروما وكفرنبل ومحيط مدينة سراقب جنوب وشرق محافظة إدلب، ومواقع في جبل التركمان بريف اللاذقية الشرقي، معلنة وقوع إصابات بشرية في صفوفها».
وقال مصدر عسكري في فصائل المعارضة العاملة في محافظة إدلب وريف حلب، إنه «نظراً لتزايد حدة التصعيد العسكري لقوات النظام وحلفائه والغارات الجوية الروسية، الذي يستهدف مناطق عدة في محافظة إدلب وريف حلب، جرى تعزيز المواقع العسكرية للمعارضة على الخطوط الأمامية والقريبة من خط التماس مع قوات النظام، بمزيد من القواعد الصاروخية، والآليات الثقيلة والمقاتلين المدربين على القتال وخوض المعارك، تحسباً لأي عملية عسكرية برية مفاجئة لها، لا سيما أنه جرى رصد قدوم تعزيزات عسكرية للنظام إلى مواقعه القريبة من خطوط التماس في جبل الزاوية جنوب إدلب وجبل الأكراد بريف اللاذقية الشرقي خلال الأيام الأخيرة الماضية».
وأكد مصطفى (51 عاماً) أن «القصف المتزايد لقوات النظام السوري وحلفائه، خلال الآونة الأخيرة، على قرى جبل الزاوية جنوب إدلب، خلّف نحو 13 قتيلاً من المدنيين بينهم 3 أطفال، وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة، ما أجبر أكثر من 3 آلاف نسمة على النزوح من قراهم إلى المخيمات، تزامناً مع بدء جني محاصيلهم الزراعية (تين وزيتون). فيما فضّل عدد كبير من المدنيين البقاء في مناطقهم، وسط ظروف إنسانية ومعيشية صعبة، يفتقدون فيها مياه الشرب الكافية والطعام، فضلاً عن إقامتهم الدائمة ليلاً ونهاراً داخل الكهوف والمغارات خشية تعرضهم للقصف بالمدفعية الثقيلة والصواريخ من قبل قوات النظام».
المصدر: الشرق الأوسط