أول دورية تركية ـ روسية تصل إلى عمق طريق حلب ـ اللاذقية

سعيد عبد الرازق

هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، باللجوء إلى القوة إذا لم توقف روسيا هجمات النظام و«وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعد أكبر مكونات تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على المناطق الآمنة التي أقامتها تركيا في شمال سوريا، في وقت واصلت القوات التركية هجماتها على مواقع «قسد» في شرق الفرات.

وقال إردوغان إن بلاده لن تصبر أكثر على «الهجمات الاستفزازية» بمناطقها الآمنة في سوريا، مضيفاً: «أدعو الدول صاحبة التأثير بالمنطقة (في إشارة إلى روسيا) إلى الالتزام بكل الاتفاقيات المبرمة وإبقاء المنظمة الإرهابية (في إشارة إلى الوحدات الكردية) داخل الحدود المرسومة، ومنع هجمات النظام».

وتابع إردوغان، في تصريحات ليل الاثنين – الثلاثاء جاءت عقب ترؤسه اجتماعاً لحكومته عبر الفيديو، أنه «مع الأسف لم تفِ أي دولة بوعودها في هذا الصدد بشكل كامل… وفي حال لم تتمكن الدول التي تكفلت بضبط التنظيمات الإرهابية والنظام السوري، فإن تركيا ستلجأ إلى القوة لفعل ذلك… قد نقْدم على خطوات جديدة في سوريا حسب سير التطورات».

كانت تركيا قد وقّعت تفاهماً مع روسيا في سوتشي في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد تفاهم مماثل مع الولايات المتحدة في 17 من الشهر ذاته، علقت بموجبهما عملية عسكرية باسم «نبع السلام» أطلقتها ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا في 9 أكتوبر، بهدف إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن حدودها إلى عمق 30 كيلومتراً وإقامة منطقة آمنة لإعادة اللاجئين إليها، وأوقفت تركيا العملية بموجب هذين التفاهمين، وتعهدت روسيا بإبعاد الوحدات الكردية بأسلحتها إلى المسافة المطلوبة. ووقعت تركيا وروسيا اتفاقاً آخر في موسكو في 5 مارس (أذار) الماضي لوقف إطلاق النار في إدلب، إلا أن قوات النظام قامت بخرقه 273 مرة، حسب فريق «منسقو استجابة سوريا».

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس (الثلاثاء)، تسيير الدورية المشتركة الثامنة مع روسيا على طريق حلب – اللاذقية الدولي (إم 4) في محافظة إدلب، بمشاركة قوات برية وجوية من الجانبين.

وانطلقت الدورية من قرية ترنبة، شرق إدلب، وصولاً إلى قرية مصيبين وأطراف مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي، وهي المرة الأولى التي تتمكن فيها دورية مشتركة من قطع هذه المسافة منذ بدء تسيير الدوريات في 15 مارس الماضي بموجب اتفاق موسكو الموقّع في الخامس من الشهر ذاته. وتضمن الاتفاق إقامة ممر آمن على عمق 6 كيلومترات شمال وجنوب طريق «إم 4» وتسيير دوريات مشتركة في المسافة بين قرية ترنبة في شرق إدلب وعين الحور في ريف اللاذقية، إلا أن أياً من الدوريات الثماني لم تتمكن من استكمال هذا المسار بسبب احتجاجات الأهالي وقطعهم الطريق بالاعتصامات والسواتر الترابية بدعم من هيئة تحرير الشام التي توترت علاقتها مع تركيا في الأسابيع الماضية.

في الوقت ذاته، واصلت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها استهداف مناطق خاضعة لسيطرة قوات النظام و«قسد» في ريف الرقة الشمالي في شرق الفرات. ونفذت قصفاً صاروخياً، بعد منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، طال أماكن في قرية الخالدية وقرى أخرى واقعة على طريق «إم 4» غرب بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، ما أدى لأضرار مادية، دون معلومات عن إصابات، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها، بالأسلحة الثقيلة، أول من أمس، نقاط تمركز قوات النظام في ريف تل أبيض، ما تسبب في حرق أحد المنازل، وتزامن القصف مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في أجواء المنطقة.

وفي الوقت ذاته، وقعت اشتباكات عنيفة، الليلة قبل الماضية، على محاور مرعناز والمالكية بريف حلب الشمالي، بين قوات «قسد» والفصائل الموالية لتركيا من جهة أخرى. وكانت القوات التركية قد نفّذت، الأحد، قصفاً صاروخياً على مواقع لـ«قسد» في منغ ومرعناز ومحيطهما في المنطقة ذاتها.

إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع التركية، تحييد 3 من عناصر الوحدات الكردية في أثناء محاولتهم التسلل إلى منطقة «نبع السلام» في شمال شرقي سوريا على أيدي القوات الخاصة التركية.

المصدر: الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى