إن من لم يلاحظ التغير التدرجي للموقف التركي عبر الأشهر الأخيرة، و تفاجأ أمس بتصريح يكشف ذروة الجبل فهو مصاب بالعشى السياسي أما من مازال ينكر فهو في حالة العمى التام
ليس من شك أن الموقف تغير و سوف يتغير أكثر و هذا من طبيعة السياسة و حكم المصالح الاقتصادية و الاستراتيجية.. و طول الأمد.. و الضغوط الدولية.
فليس من المنطق في شيء أن نصب جام غضبنا على الطرف الآخر بنزق الأطفال
و ليس من المنطق أن نحاول الترقيع أو التبرير او محاولة تمنية الذات و تخدير الجماهير بتفسيرات بعيدة عن الواقع و عن منطق السياسة و العمل السياسي..
لا بجب أن نلوم أحد سوى أنفسنا، فمن تولوا مسؤولية القيادة في المعارضة اذا كانوا لم يحسبوا حساباً لهذا التحول و هو كان احتمالا واردا بغض النظر عن نسبته فهذا خطأ جسيم لأن أساس القيادة و التخطيط هي دراسة كل الاحتملات الممكنة و دراسة البدائل لها..
و حتى في حال وجود استعصاء و عدم وجود بدائل قابلة للتنفيذ يجب مصارحة الجماهير او تهيئتها لتقبل التغيرات في المعادلات المؤثرة على القرارات المستقبلية.
و ليس تركها لتتفاجأ و تتصرف بردود أفعال تسيء لقضيتها و تحرج الجميع بتصرفات صبيانية..
إن طرح الشعارات القوية ليس خطأ و لكنه ليس كاف لأنه سوف يصبح مجرد كلام أجوف بلا مردود على الأرض ما لم يتم التوصل لتوفير امكانيات مادية تستطيع رفعه كي لا يسقط و يسقطنا معه.
الحالة لا تحتمل أي قرار خاطئ في هذه المرحلة.
الوضع دقيق و يحتاج للمصارحة و المشاركة و الدراسات الجادة لنستطيع اتخاذ قرارات مناسبة تحافظ على حقوق شعبنا و ثورته
المصدر: صفحة بسام شلبي