تهديم الثروة الحيوانية يهوي بصناعة الألبان في سورية

عدنان عبد الرزاق

أدى تدهور الثروة الحيوانية في سورية وزيادة تكلفة الإنتاج إلى تراجع كبير في صناعة الألبان، وبالتالي ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية.

وتؤكد مصادر من دمشق لـ”العربي الجديد” أن السوق لا يلتزم بأسعار النشرة الرسمية الصادرة عن وزارة التجارة وحماية المستهلك التابعة للنظام، التي سعّرت الشهر الماضي كيلو الحليب بنحو 2200 ليرة سورية، وسعر كيلو اللبن “زبادي” 2500 ليرة واللبنة 10000 ليرة. وحددت النشرة الرسمية سعر كيلو جبنة الحلوم بـ 18 ألف ليرة والبلدية 16 ألف ليرة.

وتضيف المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، أن الجمعية الحرفية لصناعة الألبان بدمشق أشارت أخيراً إلى خطتها رفع الأسعار، ليقترب السعر الرسمي من سعر السوق، بعد ما وصفته بـ”فوضى الأسعار وعدم التزام الباعة بالسعر الرسمي”.

وترى المهندسة الزراعية بتول الأحمد أن صناعة مشتقات الألبان في سورية “محاصرة وخرجت من المنافسة” بعد ارتفاع أسعار الأعلاف، ليزيد سعر كيلو الذرة نحو 2700 ليرة وسعر النخالة “قشور القمح” إلى نحو 1700 ليرة، وهذا تزامن مع ندرة المشتقات النفطية ووصول سعر ليتر المازوت إلى 7 آلاف ليرة سورية” (الدولار = نحو 4150 ليرة).

وبالتالي، حسب المهندسة الزراعية السورية، من الطبيعي أن ترتفع أسعار الألبان ومشتقاتها، خاصة إن أخذنا بالاعتبار تراجع الثروة الحيوانية بسورية اليوم إلى نحو 60% مما كانت عليه، قبل عام 2011، مضيفة لـ”العربي الجديد” أن تصدير الألبان والأجبان السورية مستمر إلى منطقة الخليج العربي، رغم تراجع الإنتاج وغلاء الأسعار بالأسواق.

وسجل سعر كيلو الحليب بدمشق نحو 2800 ليرة، في حين قفز سعر اللبن “الزبادي” إلى 3100 ليرة، لتسجل الأجبان ارتفاعاً، بحسب مصادر من العاصمة السورية دمشق، إذ تعدى سعر كيلو الجبنة البلدية 18 ألف ليرة وزاد سعر كيلو اللبنة عن 11 ألف ليرة.

وكان عضو الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان، أحمد السواس، قد أشار إلى أن السبب الأبرز للفوضى في أسعار الألبان والأجبان بالأسواق هو ارتفاع التكاليف، موضحاً أن الارتفاع لا يشمل الألبان والأجبان فقط إنما هناك أصناف أخرى معلبة ارتفعت كذلك.

ويضيف السواس خلال تصريحات صحافية، أول من أمس، أنه نتيجة لارتفاع درجات الحرارة وموجة الحر الشديد التي تشهدها البلاد حالياً تلجأ الأبقار لشرب كميات أكبر من المياه، لذا تنخفض نسبة الدسم في الحليب، ونتيجة لذلك يحتاج إنتاج الجبنة واللبنة لكمية أكبر من الحليب قياساً بفترات الشتاء والطقس المعتدل.

سجل سعر كيلو الحليب بدمشق نحو 2800 ليرة، في حين قفز سعر اللبن “الزبادي” إلى 3100 ليرة، لتسجل الأجبان ارتفاعاً، بحسب مصادر من العاصمة السورية دمشق

ويشير السواس إلى دور انقطاع الكهرباء لفترات طويلة وارتفاع درجات الحرارة في ارتفاع الأسعار، لأن قطاع الألبان يعاني من التلف إن لم يلجأ الصناعيون إلى المولدات الكهربائية، ما يزيد من تكاليف الإنتاج بسبب شراء المازوت من السوق السوداء بنحو 6 آلاف ليرة لليتر الواحد.

ويأتي السبب الأهم في تراجع عرض مشتقات الألبان وغلاء الأسعار، بحسب المهندس الزراعي يحيى تناري “لأمرين اثنين؛ الأول تراجع الثروة الحيوانية والثاني التصدير”.

ويؤكد تناري، خلال اتصال مع “العربي الجديد”، أن ثروات بلاده الزراعية، بشقيها النباتي والحيواني، تراجعت إلى أقل من النصف، إذ تراجع إنتاج القمح، على سبيل المثال، من أكثر من 3 ملايين طن إلى نحو 1.2 مليون طن هذا العام، وخسرت سورية بالمقابل ثروتها الحيوانية وتراجعت إلى أكثر من النصف.

ويضيف تناري أن غلاء أسعار الأعلاف وتراجع مساحة المراعي، فضلاً عن الحرب وتوزع السيطرة بالمناطق الزراعية، أسباب اجتمعت لتتراجع الثروة الحيوانية في بلده من نحو مليوني رأس بقر عام 2011 إلى نحو 800 ألف رأس اليوم، كما تناقصت قطعان الأغنام بشكل كبير.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى