كثفت قوات النظام والمليشيات الموالية لها من قصفها المدفعي والصاروخي على مواقع المعارضة السورية في إدلب ومحيطها في أرياف حلب وحماة واللاذقية بعدما خسرت عدداً من عناصرها في هجوم بري استهدف موقعهم في محور بلدة جوباس جنوب شرقي إدلب.
وطاول قصف قوات النظام قرى وبلدات إنب والموزرة واللج والحميدية والزقوم والبدرية والعنكاوي وجدرايا والصحن وسان ومعارة النعسان وكفر تعال وكفر حلب والبارة وكنصفرة وأكثر من 20 موقعاً للفصائل وهيئة تحرير الشام في الخطين الدفاعيين الأول والثاني، وتركز القصف بشكل أكبر على قرى جبل الزاوية في منطقة العمليات القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام جنوبي الطريق إم-4. وأسفر القصف عن نفوق أعداد من الماشية في القرى المستهدفة.
وردت الفصائل وتحرير الشام بقصف مواقع قوات النظام بالمدفعية والهاون في معسكرات منطقة جورين شمال غربي حماة، وطاول قصفها أيضاَ مواقع قوات النظام في سهل الغاب، وفي ريف منطقتي سراقب ومعرة النعمان شرق إدلب، وكفرنبل جنوباً. كما أعلنت تحرير الشام عن تنفيذها عمليات قنص في عدد من المحاور، أهمها محور أورم الصغرى شمال غربي حلب والذي قتل فيه عنصر على الأقل.
وكان محور جوباس جنوب شرقي إدلب قد شهد صباح الاثنين، عملية تسلل نفذها عدد من مقاتلي التشكيلات السلفية المقربة من تحرير الشام على مواقع قوات النظام، وأسفرت العملية عن مقتل المهاجمين وعددهم ثلاثة على الأقل، وقتل عدد من عناصر النظام المتمركزين في الموقع المستهدف بعملية التسلل، وهم في الغالب يتبعون للفرقة 25 مهام خاصة (قوات النمر) التي يتزعمها العميد المقرب من روسيا سهيل الحسن.
وقال مصدر عسكري من فصائل المعارضة ل”المدن”، إن “منفذي عملية التسلل على مواقع النظام في محور جوباس يتبعون لتنظيم أنصار التركستان، ويبدو أنهم تعرضوا لكمين بعد وصولهم إلى الهدف الذي كان من المفترض استهدافه ومن ثم الانسحاب”، مشيراً إلى أن محور جوباس هو أحد أكثر المحاور التي تشهد عمليات تسلل من جانب الفصائل والتشكيلات الإسلامية لأن دفاعات النظام في هذا المحور هشة جداً.
ولم تتبن تحرير الشام رسمياً عملية التسلل، ولا حتى إعلامها الرديف الذي اكتفى بالترحم على أرواح منفذي العملية الذين قتلوا خلالها وظهرت صور جثثهم على شبكات محلية إعلامية مقربة من قوات النظام. ورجحت حسابات مناهضة لتحرير الشام في مواقع التواصل أن تكون المجموعة المتسللة تابعة لتحرير الشام هاجمت قوات النظام من دون علم قيادتها.
ويبدو أن عملية التسلل التي نفذها أنصار التركستان هي إنتقامٌ لخسارة التنظيم ثلاثة من مقاتليه في 7 آب/أغسطس باستهداف مركبتهم من قبل قوات النظام بصاروخ مضاد للدروع في جبهات سهل الغاب شمال غربي حماة.
وأصبح أنصار التركستان يشكلون الغالبية في الجناح العسكري التابع للحزب الإسلامي التركستاني في سوريا بعد انشقاق الأمير السابق للحزب الشيخ أبو إبراهيم وخروج مئات المقاتلين الإويغور معه. وأنصار التركستان هم مقاتلون سوريون (معظمهم من مدن وبلدات ريف إدلب) انضموا إلى صفوف الحزب الإسلامي التركستاني وقاتلوا معه خلال الأعوام الأربعة الماضية.
ويمكن القول إن معظم مقاتلي الأنصار هم من بقايا تنظيمات فككتها تحرير الشام، أبرزها، “جند الملاحم” و”جند الأقصى” وانضمت إليهم لاحقاً أعداد كبيرة من مقاتلي التنظيمات والتشكيلات السلفية التي فككتها تحرير الشام، أي بات أنصار التركستان بمثابة تنظيم عسكري موازٍ يستقطب الأفراد والمجموعات المنشقة أو المطاردة، وكل ذلك برضا تحرير الشام وتحت عينها.
ولدى مقاتلي أنصار التركستان انتشار واسع في خطوط المواجهة مع قوات النظام في سهل الغاب، أبرزها على محور قرى الحاكورة وخربة الناقوس والعنكاوي، وفي عدد من المحاور بجبهات إدلب الجنوبية والشرقية، ويتميزون بالخبرة القتالية العالية، والمهارة في عمليات الاغارة والتسلل، وحرب العصابات.
المصدر: المدن