أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان في مدينة سوتشي الروسية الجمعة، بعد أن استمرت 4 ساعات، بحثا خلالها في ملفات متعدّدة، أبرزها ملفات سوريا وليبيا وأوكرانيا والطاقة.
الملف السوري
وجاء في البيان الختامي للقاء الثنائي أنهما “يوليان أهمية كبيرة لتفعيل العملية السياسية”
في سوريا. وتم التأكيد على أهمية “الحفاظ على الوحدة السياسية لسوريا وسلامة أراضيها”. وجدد الرئيسان التأكيد على عزمهما على “العمل المشترك والتنسيق بين البلدين في محاربة التنظيمات الإرهابية كافة”.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريح صحافي قبيل اللقاء بين بوتين وأردوغان، إن تركيا لديها مخاوف أمنية “مشروعة” بشأن سوريا، وإن روسيا تأخذ ذلك في الحسبان.
وعما إذا كانت روسيا قلقة من قيام تركيا بعملية عسكرية شمالي سوريا، أفاد بيسكوف أنه سيتم بحث الموضوع خلال اللقاء. وأضاف: “تركيا لديها مخاوف أمنية مشروعة، ونأخذ تلك المخاوف في الحسبان، لكن يتعين تجنب الأعمال التي من شأنها زعزعة الوضع في سوريا وتهديد سلامة أراضيها ووحدتها السياسية”.
وكانت قناة “تي آر تي” التركية قد ذكرت أن “الهجوم العسكري الذي تعتزم تركيا تنفيذه ضد “مليشيا وحدات حماية الشعب الكردية بشمال سوريا سيتصدر جدول أعمال المحادثات، ضمن قضايا إقليمية أخرى”، بعدما أوصت موسكو مؤخراً بعدم شن الهجوم.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب، المدعومة من الولايات المتحدة، مجموعة إرهابية وتعتقد أن لها صلات بمتمردين محليين.
وكان أردوغان قد هدد بإصدار أوامر بشن عمليات عسكرية جديدة في سوريا لتوسيع “مناطق آمنة” بعمق 30 كيلومتراً على الحدود.
ملف الحبوب
وأكد الرئيسان على أهمية الاتفاق حول النقل الآمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية، مشددين على ضرورة تنفيذه بالكامل.
وأكد الرئيسان على أهمية العلاقات الصريحة والصادقة والمبنية على الثقة بين روسيا وتركيا بالنسبة لتحقيق الاستقرار الإقليمي والدولي.
وفي هذا السياق اعترف الزعيمان بالدور المهم للعلاقات البناءة بين البلدين في الاتفاق على مبادرة النقل الآمن للحبوب من الموانئ الأوكرانية. وجرى التأكيد على ضرورة ضمان تنفيذ صفقة اسطنبول بالكامل، بما في ذلك تصدير الحبوب والأسمدة الروسية.
وتوسطت تركيا في اتفاق وقعته أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة في إسطنبول الشهر الماضي استؤنفت بموجبه صادرات الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود بعد أشهر من الحظر.
الملف الاقتصادي
وفي الشق الاقتصادي، اتفق الرئيسان، على “زيادة حجم التجارة بين البلدين على أساس التوازن وتحقيق الأهداف المحددة، والسعي للاستجابة إلى توقعات الطرف الآخر في مجال الاقتصاد والطاقة، واتخاذ خطوات محددة بهدف تكثيف التعاون بشأن القضايا التي كانت على جدول أعمال البلدين منذ فترة طويلة في القطاعات مثل النقل والتجارة والصناعة والزراعة والقطاع المالي والسياحة والبناء”.
وأعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن الرئيسين الروسي والتركي اتفقا على بيع جزء من الغاز الروسي لتركيا بالروبل.
وقال: “تم بحث إمدادات الغاز إلى تركيا، والتي يتم توريدها بكميات كبيرة إلى حد ما. واتفق الرئيسان على أن يتم دفع ثمن جزء من إمدادات الغاز بالروبل”.
وأضاف: “إننا نتحدث حول التحول إلى العملات الوطنية بشكل تدريجي، وفي المرحلة الأولى سيتم دفع جزء من التوريدات بالروبل الروسي”.
المصدر: المدن