مع اعترافي بقيمتي الصفرية في هذا الوطن الذي بات ينهشه كل ذي ناب وبات أبناؤه عن دراية أو دون ذلك يعملون على تطبيق وتحقيق مايريده الآخرون، لكن لا بدّ من أن أكتب وجهة نظري حول مايجري من أحداث حالية فمن شاء قرأها ومن شاء مرّ عليها مرور الكرام ولعلّ الزمن كفيل بإثبات صحتها أو جزء منها ولعلّ التاريخ ينسفها نسفاً.
ستكون كتابتي حول العملية العسكرية التركية في الشمال السوري بمساعدة قسم من السوريين
يظنون أو أقنعوهم بأن هذه المعركة هي معركتهم وهي في صالحهم وأقول ربما تكون هي كذلك ولا أدري وربما لو كان اسمها السورية التركية كان أفضل وأقلُّ وقعاً على النفس.
هذه المعركة التي باتت حديث القاصي والداني وباتت فرصة لإشباع خيالنا السياسي التحليلي من خلال تحليل الأسباب والنتائج والارتدادات الدولية والعربية والمحلية لها حتى بتُّ أظنُّ بأنها أمُّ المعارك وهي من سينقل السوريين من ضفة الاستبداد إلى ضفة الحرية والكرامة وإذا خسرها المحاربون ستغرق سورية مرة ثالثة في الطغيان والجبروت لعقود لا يعلم إنسان عددها.
هذه المعركة التي أجبرت تركيا على حشد سياسي دولي للحصول على الموافقة للبدء بها رغم قوة جيشها من حيث ترتيب عدده ومكانته في صفوف الجيوش الدولية حتى وصل بها الحال إلى مغازلة رأس الإرهاب وأسّه في المنطقة لأن يكون معها ولا ندري أهو غزلٌ سياسي فقط أم إعادة ترتيب للأوراق من جديد بعد حراك وساطي إيراني بدأت تتكشف علاماته ونتائجه مع ربط لهذه المعركة مع مواقف دولية أخرى في شرق الأرض ومغربها.
وكي لا نضع اللوم ونرمي غيرنا بحجارتنا التي لم تحقق هدفها أبداً لا بدّ من أن نقف قليلاً مع ذواتنا التي أنهكها المرض والاصطفاف الدولي فإما أن تكون مع أو أن تكون ضد ويبقى الخاسر الأكبر هو الشعب السوري الذي لا يعلم ماذا يخبئ له القدر وهنا يحتّم عليّ الواجب السوري أن أقدّم رسائل ولا نعلم مدى وصولها.
الأولى لقوات سورية الديمقراطية وقيادتها المشتركة العربية الكردية قائلاً كي تثبتوا بصدق ديمقراطيتكم و إخلاصكم للشعب السوري بتنوعه عليكم أن تسدوا الذرائع وتجدوا حلاً لحزب العمال الكردستاني ومفرزاته كي لا يكون هذا الحزب سبباً جديداً في دقّ إسفين جديد في المنطقة يطول زمن الخلاص منه وعليكم أيضا العمل مع أبناء المنطقة التي تسيطرون عليها على صياغة عقد اجتماعي سياسي جديد يضمن الحقوق للجميع وإن كان قرار خروجكم من المناطق هو خيار الشعب فعليكم تنفيذ ذلك لأن الحرب ما كانت ولن تكون هي الحلّ.
ورسالتي الثانية للجيش الوطني وحتى يكون لكم من اسمكم النصيب الأكبر عليكم أيضاً العمل مع أبناء المنطقة التي تسيطرون عليها على صياغة عقد اجتماعي سياسي جديد يضمن الحقوق للجميع وإن كان قرار خروجكم من المناطق هو خيار الشعب فعليكم تنفيذ ذلك لأن الحرب ما كانت ولن تكون هي الحلّ وبقدر اقترابكم من الشعب أكثر بقدر ماكان الوصول إلى تفاهم طويل الأجل سهل التحقق.
وليعلم الجميع بأن أكثر الفرحين بموتكم واقتتالكم هو عدوكم المشترك الذي ينتظر الفرصة المناسبة لتوجيه ضربته القاضية لكم واعلموا أن الدول التي تفتخرون بتبعيتكم لها لن تقف معكم حتى خط النهاية وسوف ترميكم عندما تجلس مع بعضها مع عدم حضوركم أو مجرد إخباركم بموعد جلوسها أو إعلامكم بأصغر وبأحقر معلومة يتفقون عليها ضدكم.
ورسالتي الثالثة إلى هيئة تحرير الشام واختصرها بالمثل الشعبي القائل ( الكلام لك يا كنّة واسمعي يا جارة) . أعلم يقيناً أن هذه الكلمات لن يلقي أحداً لها بالٌ وستبقى حبيسة هذه الجدران الالكترونية حالها كحال ذلك المعتقل الذي ينتظر كل يوم جحافلكم كي تقتحم السجون وتكسر الاقفال ويخرج الجميع من سورية الأسد إلى سورية الحرية والكرامة والعدالة.