ذات يوم 3 مايو 1958.. || عبد الناصر يتوضأ فى بيت الزعيم الروسى خروشوف ويصلى الجمعة فى مسجد بـ”موسكو”

سعيد الشحات

فى منزل الرئيس السوفيتى “خروشوف” استقبلت عائلته الرئيس جمال عبد الناصر الذى كان فى زيارة إلى الاتحاد السوفيتى، كان اليوم “جمعة” وكانت زوجة “خروشوف” وأولاده وأحفاده فى سعادة بالغة للقاء “عبد الناصر” وقبل صلاة الجمعة، طلب “عبد الناصر” التوجه إلى “مسجد موسكو” للصلاة، فصحبه “خروشوف” إلى حجرته الخاصة للوضوء.

كانت هذه واحدة من وقائع زيارة عبد الناصر إلى الاتحاد السوفيتى التى بدأت فى نهاية شهر إبريل 1958، وكان مثل هذا اليوم “3 مايو” هو اليوم الخامس للزيارة، وشهد زيارة “عبد الناصر” لجامعة موسكو، واستقباله بحفاوة بالغة، وهتافات له من طلابها وأساتذتها. وفى المدرج الرئيسى للجامعة وأمام 3 آلاف طالب خطبت طالبة باللغة الروسية، متحدثة عن الأثر الكبير الذى أحدثه مقاومة مصر للعدوان الثلاثى 1956، ثم اختتمت كلمتها بهتاف قالته باللغة العربية: “تحيا الصداقة العربية السوفيتية”، وتحدث عبد الناصر فالتهب حماس الحاضرون.

كانت الزيارة بعد شهور قليلة من الوحدة بين مصر وسوريا (22 فبراير 1958، وتكوّن الوفد المرافق لـ”عبد الناصر” من مصريين وسوريين، أبرزهم أكرم الحورانى ” نائب عبد الناصر”، والمعروف أن الاتحاد السوفيتى لم يكن إيجابيا نحو “الوحدة المصرية السورية”، وهاجمتها الأحزاب الشيوعية العربية، ومما يذكر فى ذلك، أنه فى الوقت الذى أبرزت فيه الصحف الغربية الكبرى خبر “الوحدة ” كمتغير هز منطقة الشرق الأوسط، نشرته صحيفة “البرافدا” لسان حال الحزب الشيوعى السوفيتى فى صفحة داخلية وبمساحة 13 سطرا.

وفى كتابه “سنوات الغليان” يتحدث الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل عن هذه الزيارة، مشيرا فيها إلى أن ثلاث قضايا تصدرت المباحثات فيها وهى، إسرائيل، الوحدة العربية، الأحزاب الشيوعية والعالم العربى، ويشير “هيكل” إلى أن السوفيت حاولوا اختبار مدى التماسك بين الأعضاء المصريين والأعضاء السوريين فى الوفد المرافق لـ”عبد الناصر”، وراحوا يستكشفون ما إذا كان إلحاحهم على الوحدة قضية اقتناع بعيد المدى أو أنه ضغوط الظروف.

تناولت الزيارة قضايا كثيرة، منها خطة التصنيع فى دولة الوحدة، وكان تعليق السوفيت عليها بأنها “شديدة الطموح”، وتناولت مشروع إنشاء السد العالى، ومسألة التعاون النووى.

سأل السوفيت “عبد الناصر” عن نشاط “العلماء الألمان” فى مصر فى مجال صناعة الطائرات والصواريخ، وكانت مصر قد بدأت شوطا قويا فيها، واستقدمت علماء ألمان كبار أسهموا فى تشييد صناعة الصواريخ فى بلادهم، واستخدمها “هتلر” فى الحرب العالمية الثانية، وبعد هزيمة الألمان فى الحرب، اجتذبت دولا من بينها أمريكا وإسرائيل هؤلاء العلماء، ولم تتخلف مصر عن هذا الركب.

رد جمال عبد الناصر على أسئلة السوفيت حول العلماء الألمان: “أنتم هنا فى الاتحاد السوفيتى ومنافسوكم هناك فى واشنطن تسابقتم على العلماء الألمان، وإذا كنا قد استطعنا أن نقنع بعضهم بالذهاب إلى مصر، فإن هدفنا الأساسى كان ألا نتخلف عن تكنولوجيا الطيران والصواريخ فهذا هو هدفنا بالدرجة الأولى”.

 

المصدر: صفحة سعيد الشحات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى