شهدت جبهات شرق إدلب وريف حلب الغربي بعد منتصف ليل الأربعاء/الخميس، اشتباكات عنيفة وقصفاً متبادلاً بين الفصائل المعارضة وقوات النظام بعدما حاولت الأخيرة التسلل في أكثر من محور في خطوط التماس الممتدة بين معارة النعسان جنوباً، وبسرطون شمالاً.
وقالت مصادر عسكرية في غرفة عمليات الفتح المبين التي تتزعمها هيئة تحرير الشام في إدلب، ل”المدن”، إن “مقاتلي الفصائل تصدوا لمحاولات تسلل نفذتها قوات النظام والمليشيات الإيرانية في محاور كفر عمة وتقاد وبسرطون وكفر تعال كفر نوران غرب حلب، ومحور معارة النعسان شرق إدلب”.
وأضافت المصادر أن “فصائل غرفة العمليات وسعت من عمليات قصفها على مواقع قوات النظام والمليشيات بعد محاولات التسلل، وطاول القصف بالمدفعية الثقيلة مواقعها في محاور بالا والفوج 46 وعاجل وأورم غرب حلب، وتسبب القصف والاشتباكات بوقوع خسائر في صفوف قوات العدو”.
وأضافت أن “جاهزية فصائل غرفة عمليات الفتح المبين في أعلى مستوياتها للتعامل مع أي تحرك عسكري مفاجئ لقوات النظام والمليشيات في عموم جبهات إدلب”. وأوضحت أن “التحركات البرية المحدودة وتصاعد القصف من جانب قوات النظام كان متوقعاً وذلك قبيل انطلاق القمة الثلاثية بين ضامني مسار أستانة، تركيا وروسيا وإيران، والتي من المفترض أن تعقد في طهران في 19 تموز/يوليو”.
من جهته، قال المحلل العسكري العقيد مصطفى بكور ل”المدن”، إن “النظام وحلفاءه روسيا وإيران يصعدون في جبهات إدلب كي يضغطوا على تركيا قبيل انعقاد القمة كي يحصلوا على مكاسب وتنازلات مقابل عمليتها العسكرية المرتقبة ضد قسد”. وأضاف “أعتقد أن تركيا لن ترضخ لهذه الضغوط، ولن تتنازل عن أي منطقة لصالح النظام وحلفائه شمال سوريا، حتى وإن تصاعدت حملة القصف بشكل أكبر”.
وتستحوذ المليشيات الإيرانية في الجبهات مع المعارضة شمال شرق إدلب وريف حلب الغربي على الحصة الأكبر من نقاط الانتشار في الخطين الدفاعيين، الأول والثاني، وهذه المرة الأولى التي تشهد فيها جبهات المنطقة تصاعداً غير مسبوق في عمليات التسلل والقصف من جانب المليشيات الإيرانية، بعدما كانت العمليات المشابهة تتركز بشكل أكبر في جبهات إدلب الجنوبية التي تنتشر فيها قوات النظام والمليشيات التي تدعمها روسيا، مثل الفرقة 25 مهام خاصة التي يتزعمها العميد سهيل الحسن المقرب من روسيا”.
وكانت المليشيات الإيرانية خلال الفترة الماضية تعتمد في المواجهات مع المعارضة في مناطق انتشارها غرب حلب وبجبهات شمال شرق إدلب، على الاستهداف البعيد بصواريخ مضادة للدروع، أو بسلاح القناصة، ويبدو أنها قد غيرت استراتيجيتها مؤخراً للضغط على تركيا إلى جانب روسيا، وللقول إنها حاضرة ومستعدة للتصعيد في حال تعرضت مصالحها للخطر، على الأقل لتحصل من تركيا على ضمانات ومكاسب تتعلق بمناطق نفوذها الملاصقة لمناطق سيطرة قسد شمالي حلب.
وفي إطار التحركات الميدانية للمليشيات الإيرانية بريف حلب، شهدت قرى وبلدات في مناطق جنوبي عفرين وشمال تل رفعت التي تسيطر عليها قسد وصول تعزيزات عسكرية للمليشيات الإيرانية، ورفع أعلام إيرانية فوق أسطح المقار والنقاط العسكرية التي كانت تتمركز فيها قسد بوقت سابق.
المصدر: المدن