منذ أن عطلت قوى الثورة المضادة مسار الثورة السورية العظيمة في بداية عام 2012 وتحولت قوى الثورة الى مواقع رد الفعل وتلقي تداعيات صنع الاحداث حيث فرضت العسكرة وشوائبها وصراعاتها نفسها على الساحة الثورية مضافاً الى ذلك الصراعات الدولية المحمولة على اطر شبه قانونية، بيان جنيف وقرارات الأمم المتحدة المعروفة وفاعلية الممثلين الدوليين، كوفي انان الأخضر الابراهيمي ديمستورا. بيدرسون. وكذلك مؤتمرات اسيتانا وسوتشي وتداعياتها على الأرض.
منذ ذلك الحين والوطن السوري المخطوف يخضع لأكبر عملية إعادة صناعة وصياغة لم يعرفها التاريخ من قبل ومنذ ذلك الحين أيضا يلمس كل حر ثوري منا كيف أن صناعة الأحداث وتداعياتها في مساحات الوطن تأخذ بعداً زمنياً كافياً لاستنفاذ تحقق هذه التداعيات في الواقع. ومن ثم بعدها يتم الانتقال إلى تفجير أحداث ومشاريع أخرى يتطلب تحققها وتجسد تداعياتها في الواقع ايضا بعداً زمنياً كافياً….
وإذا أردنا القول بدقة أكثر وهو ما قلناه منذ عام 2012 عندما انكفأت القوى الثورية بفعل منهج القتل والتدمير والابادة وهو ما يخالف منهج الثورة القائم على الحراك الثوري السلمي ان المخطط الدولي للشرق الاوسط الجديد بدأ منذ حينها بوضع لبناته الأولى حتى إذا ما مرت السنوات المصنوعة من الدم والقتل والتدمير وجدنا أنفسنا امام كيانات اجتماعية واقتصادية وسياسية متعددة اقلها يمكن اعتبارها خمسة كيانات تحمل نسب طاغية من التبلور والتجانس.
ان مضي أحد عشر عاماً على الوطن ومنهج التدمير والقتل والإبادة والتهجير والتغيير الديمغرافي هو الوسيلة الحاسمة في صناعة الأحداث وموضعتها في الارض السورية وهو الاداة الوحيدة بيد قائد اوركسترا عملية خلق شرق اوسط جديد تنحفر مرتكزاته وتثبت في هذه الارض الطاهرة.
لابد ان يجعلنا نتصور وندرك وبكل الم وحسرة نادرتين كيف ان سورية الحبيبة قد دفعت الى مذبح النظام الدولي المتوحش الليبرالي المزيف وباتت تلك الذبيحة المسجاة على منضدة الصراعات وهي في كل عام يطوى أقرب الى التلاشي.
وهنا يطرح السؤال التاريخي نفسه. هل يتمكن ممثلو الشعب الحقيقين بعد كل ذلك والثوريين الذين دفعوا ضريبة إطلاق الثورة المحقة الملايين من الشهداء والمهجرين والمعتقلين والمعذبين من لملمة اشلاء هذه الذبيحة؟