قصيدة للشاعر الكبير شوقي بغدادي وقراءة مني لها

حسان عزت

حتى لا يَهنأ اليأس

حدائق قلبي تحترق

  • ●●●

هاهي ذي

في الشرق الاقصى

تشرق بالثوب الذهبي

كأن عريساً بالثوب الابيض

منتظراً مثلي

كي يرفع كفيه إلى الأعلى

ويصلي : يا ربّ

أنا المجنون

يحب الضوء الابهى والاقوى

يغسلني

ويدللني

ويصيح

سعيد عرسك ياهذا

لكن بكاءاً في الغرب وفي الشرق

وفي كل مكان

يووشك أن يلغي الأعراس

ويكتم كل الانفاس

عرسي هذا ؟

ام عودة أضلاعي

نحو الحيوان الأقصى

والاشرس

يبرق في جسدي

هاهي قد غابت

وانتصر ظلام بنّي اللون

بلون النار

حريقا يلتهم حدائق قلبي

لا. …. لا..

يا ذات الثوب الذهبي

انا ميت ٌ

وضياؤك يحرق أثوابي البيضاء

ويوقظ وحشاً يشبهني

ووباءً يبلعني

ووداعا لا مهرب منه

يصفّي آخر انسام الروح

على بدني

قراءة حسان عزت

  

حتى لايهنأ اليأس

هاهو الرمق العالي بلوع القلب وهو يشاهد حدائقه تحترق

ومن البدء على انتظار العروس..

الامل والبياض الفرح وأين في الشرق الاقصى..تأتي

والراوي الشاعر راسم المشهد ومبدعه

( المجنون) في انتظاره مع العريس.. ويجرد منه.. يصلي ويباركه.. لكن البكاء ال يطلع من شرق وغرب يكاد يغطي على العرس ومافيه.. بل غطّى

وانقسمت الذات على الذات.. فالعرس لا عرس بل العودة إلى مرحلة الوحشية وانتصار الموت

وهنا لم تعد الحدائق بل غيابها وحريقها

وهنا خطاب معها التي تأخرت وغابت وماعادت لابيضاء ولا ذهبية.. وهنا هنا

الإفتراق

فهل ينتصر الظلام البني بلون النار..؟؟

وماذا يمكن أن تقول لشاعر ملأ الحب والورد روحه بالتمرد والإباء وهو الذي

غنى العروس عمره وانتظرها عمره ..

والحياة والحب والوجود والفرح والعرس كلمة..ليست كلمة ولا حرف.. بل روحُ وجماعُ أنفاس أمْة.. حتى لو عزْ منتظرُها وضاق بهِ النفس والروح..

هذه اللا.. لا.. لا التي بثّها في نهاية القصيدة. ويقول لها أنا ميّت..وضياؤها يوقظ فيه الوحشَ والوباء والرؤية السوداء

وينذر بالوداع الذي لامهرب منه، والموت الذي يأتي على آخر أنسام الروح

على البدن..

ولكنه هو هو التعلق بآخر أنسام الروح وهو الحياة التي لاتسلم للحريق وفي العربية اللا الموجبة والتي تعني بدل الايجاب والتسليم.. لا اسلم..

ولا لحدائق القلب التي تحترق

لا أقسم بهذا البلد.. بل اقسم

تعني لااسلم لهذا الحريق..

(فحدائقُ قلبي عاصيةٌ

كعصيان اللغة على الواحش الذي يستدعي بحرائقه عكسها)

هذه القصيدة العاتية فداحةً واختناقَ روحٍ تقولُ عَكسَها

بلسان ثالث

لساني ولسان الملايين معي

العشاق الذين انتظروها

وعرسانها..

ولا أقسم بهذا البلد

واقسم بهذا البلد

واقول بآخر أنفاس الروح..

عرسي

ولا عولمَ يدحُرني

يلتهمُ حدائقَ قلبي

أو ينهي جَسدي

وعزاء الرحلة أنّ ربيعا يأتي مهما انتظر الشجرُ الغوطانيّ قيامَته.

واللقيا حيّ قيوم

والشام هي الشام

وياما دحرتْ شبّاحين وظلامين وياما قتلت من وحش أفعى /

فسلام عليك ياشوقي في العاشقين

مابدّلوا تبديلا

وهي قراءتي في مولدِك العشقَ الأسنى..

وحتى لا أسلم للراية المنكسة

التي بشّر بها الشاعر علي الجندي

1960

بل شام العشق الأسنى وذماء الروح

وسلام علينا في العاشقين

 

 

المصدر: صفحة حسان عزت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى