صعّدت القوات التركية من استهدافها لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) الثلاثاء، على امتداد انتشارها في مناطق شرق وشمال سوريا. وشنّت الطائرات المسيّرة التركية 3 غارات استهدفت خلالها قيادات وعناصر من قسد، إضافة إلى القصف المدفعي الذي نفذه الجيشان التركي والوطني ضدها.
وجاء هذا التصعيد تزامناً مع عودة الخطاب السياسي التركي للارتفاع في حدّته، بعد أن شهد فتوراً عقب اجتماع أستانة منتصف حزيران/يونيو، ما فسّره محللون سياسيون على أن أنقرة لم تحصل على ترخيص من الأطراف الدولية الفاعلة في سوريا خصوصاً روسيا والولايات المتحدة.
وقالت مصادر محلية ل”المدن”، إن طائرة مسيّرة تركية استهدفت بغارتين جويتين فجر الثلاثاء، سيارتين تابعتين لقسد في قرية خان الجبل بريف مدينة المالكية شمالي شرقي الحسكة، موضحة أن الغارتين استهدفتا قيادياً وعمالاً مسؤولين عن حفر الأنفاق في المنطقة، ما أدى إلى مقتل القيادي وعدد من العمال وإصابة آخرين، فضلاً عن احتراق السيارتين بشكل كامل.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جراح بعض المصابين الذين نقلوا إلى مشفى المالكية جراء الغارتين خطيرة، ما يرجح زيادة في حصيلة القتلى.
وأضافت المصادر أن طائرة مسيّرة أخرى استهدفت مقراً لعناصر قسد في مدينة تل رفعت شمالي حلب، من دون وورد أنباء عن قتلى وجرحى في صفوفهم. كما تعرضت المدينة التي حددها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نقطة البداية للعملية العسكرية المرتقبة، إلى قصف مدفعي عنيف من الجيشين التركي والوطني.
وفي السياق، تعرضت قرى آقيبة وبينة وعقيبة وتل قراح حيث تسيطر قسد شمالي حلب، إلى قصف مدفعي وصاروخي مماثل دون ورود أنباء عن قتلى وجرحى في صفوفهم.
وتزامناً مع التصعيد العسكري، صعّدت أنقرة من حدّة خطابها السياسي المتعلق بالعملية العسكرية. وقال الرئيس أردوغان الاثنين: “سنطلق عملية جديدة في سوريا بمجرد استكمال الحزام الأمني” على الحدود التركية مع سوريا. كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية إبراهيم قالن إن العملية قد تبدأ في أي لحظة، والجيش التركي مستعد لها.
وتعليقاً، رأى المحلل العسكري والاستراتيجي العميد فاتح حسون في التصعيدين السياسي والعسكري تكريساً لرغبة حقيقية لدى أنقرة للقيام بالعملية العسكرية ضد قسد في شمال وشرق سوريا، قائلاً: “ما نشهده اليوم من تصعيد عسكري على الأرض ما هو إلا ترجمة من قبل القادة العسكريين في الجيش التركي لمواقف القادة السياسيين”.
وقال حسون ل “المدن”، إن تركيا استطاعت عبر أوراق الضغط التي تمتلكها “إجبار الدول الداعمة لقسد على التخلي عنها”، موضحاً أن ورقة انضمام كل من السويد وفنلندا لحلف شمالي الأطلسي (ناتو) الذي يعقد قمته الثلاثاء بحضور الرئيس التركي؛ “كافية لدى أنقرة للضغط أكثر باتجاه سحب الدول الداعمة لقسد يدها عن ذلك”.
وعن موقف الولايات المتحدة، قال حسون إن واشنطن الآن “لا تملك أن تمنع العملية العسكرية إلا من خلال الطرق الدبلوماسية”، معيداً السبب إلى الأوراق التي باتت أقوى اليوم من أي وقت مضى بيد تركيا، فضلاً عن حاجة العالم أجمع تركيا التي أصبحت مركزاً لتصدير الحبوب الأوكرانية بالاتفاق مع روسيا، وبالتوازي مع حاجة أميركية-أوروبية لتركيا في تعزيز الحلف ضد موسكو.
المصدر: المدن