غابت قوات “الفرقة الرابعة” في جيش النظام السوري التي يقودها ماهر الاسد، عن المناورات العسكرية التي نفذتها القوات الروسية في سوريا، وشاركت فيها قوات “الفرقة 25-مهام خاصة” التي يترأسها العقيد سهيل الحسن، المعروف بـ”النمر”.
وبثّت وزارة الدفاع في النظام السوري السبت، مقطعاً مصوراً يظهر مناورات جديدة يشرف عليها ضباط روس بينهم قائد القوات الروسية في سوريا، وبمشاركة وزير الدفاع في حكومة النظام السوري. وجاءت المناورات بعد مناورة نُفّذت قبل أيام، وشاركت فيها طائرات النظام إلى جانب طائرات حليفه الروسي.
وقالت الوزارة في بيان، إنه “بتوجيه من الرئيس بشار الأسد، قام وزير الدفاع علي محمود عباس بزيارة ميدانية لأحد تشكيلات قواتنا المسلحة لحضور بيان تدريبي بالذخيرة الحية”. وأضاف البيان أن التدريب حضره قائد القوات الروسية العاملة في سوريا وبرفقته عدد من الضباط الروس، حيث تضمن فقرات رمي متنوعة، وفقرات قتال في الجبال والمدن.
وعلى الرغم من عدم الإخطار بمكان أو اسم التشكيل العسكري الذي نفذ التدريب وأجرى المناورة، إلا أن ظهور سهيل الحسن الملقب بـ”النمر” أفصح عن أن “الفرقة 25-مهام خاصة” التي يشرف عليها هي من خضعت للتدريب، ثم كشفت الصفحات التي تناصر النمر وفرقته أن المكان هو ريف حماة في شمال سوريا.
ولم تظهر في الصور قوات “الفرقة الرابعة” التي يقودها ماهر الأسد، حيث غابت عن المشهد الرسمي والإعلامي في مقابل ظهور متكرر للحسن بمناورات وعمليات تدريبية إلى جانب شخصيات رسمية محسوبة على وزارة الدفاع السورية، والتي من المفترض أن تتبع لهما الفرقتان.
ورأى المحلل العسكري السوري العميد أحمد رحال أن ظهور فرقة الحسن وغياب فرقة الأسد الشقيق عن مناورات يتواجد فيها ضباط روس وشخصيات رسمية من وزارة الدفاع، “هي أمر طبيعي”، كون “الفرقة الرابعة تأتمر مباشرة من الحرس الثوري الإيراني، ولا سلطة روسية عليها”.
وقال رحال لـ”المدن”، إن قوات النمر “شكلتها روسيا أساساً لتكون ذراعها العسكرية السورية المقابلة للذراع الإيرانية، وهي الفرقة الرابعة”، معتبراً أن ظهور النمر وفرقته مع وزير الدفاع خلال المناورة الأخيرة “لا يعني أنه يتلقى أوامره من قبله أو من قبل بشار الأسد”، وأنه “ينفذ الأوامر الصادرة من حميميم فقط”.
لا صدام بين الفرقتين
واستبعد المحلل العسكري العميد عبد الله الأسعد صداماً عسكرياً بين الفرقتين، معتبراً أن إيران وروسيا حليفان، ولكل منهما مجموعاته المنتشرة على الجغرافية السورية، موضحاً أن “مرجعية الفرقة الرابعة هي للحرس الثوري الإيراني”، بينما “مرجعية الفرقة 25 لروسيا”.
وقال الأسعد لـ”المدن” إن “قرار الفرقتين يمر بعيداً عن وزارة الدفاع، فالحسن تواصله مباشر مع قاعدة حميميم، وماهر الأسد اتصاله مباشرة مع قيادة الحرس الثوري في طهران”. وأضاف أن فرقة النمر “جهزتها روسيا ودربتها لتكون القوة الضاربة الأولى على الجغرافية السورية”، لافتاً إلى أنها “باتت اليوم قوة نخبة، وتضم عناصر مدربين وعناصر نخبة، فضلاً عن السلاح الذي تمتلكه بدعم من روسيا”.
من جهته، اعتبر رحال أنه “لا يمكن أن تكون فرقة الحسن رأس حربة في مواجهة مستقبلية مع الفرقة الربعة”، معيداً ذلك الى “العلاقات الروسية-الإيرانية والتنسيق العالي بينهما”، مشيراً إلى أن تلك العلاقات تمرّ اليوم بأفضل حالاتها.
ورأى رحال أن الدلائل على التنسيق العالي والتحالف القوي بين موسكو وطهران كثيرة، أبرزها “الانسحابات الأخيرة من بعض المواقع التي كانت تتمركز فيها القوات الروسية في العديد من المواقع في الجنوب والشمال السوري”، فضلاً عن “النبرة العالية التي ظهرت أخيراً من قبل إيران في التنديد بالغارات الإسرائيلية على دمشق، والتي ترجمتها إيران باستهداف طائرات إسرائيلية بصواريخ الدفاع الجوي مرات عديدة”.
المصدر: المدن