حمّل الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز «حكمت الهجري» مسؤولية ما يجري على ساحة المحافظة لرؤساء الأفرع الأمنية؛ مطالباً بعزلهم من مناصبهم بعدما تسببوا بالفوضى وزرع الشقاق داخل البيت الواحد، مؤكداً إنه لن يقبل بخدش الموروث الاجتماعي بين أهالي محافظة السويداء؛ بكل مكوناتهم الوطنية، معتبرا أن رؤساء الأفرع الأمنية «مغتصبين لمناصبهم».
وقال في مقابلة شبكة «الراصد» المحلية الإخباري: إننا نخاف على بلدنا وبيوتنا وأهلنا، ونحمل الأمنيين الموجودين في السويداء الفوضى الحاصلة في المحافظة، وتصرفاتهم البعيدة عن القانون وروح الدولة.
ورداً على ما يجري من قتال ومعارك في المحافظة، قال: إن أهالي محافظة السويداء يعون ما يجري، ويقرأون الواقع بعقل وحكمة، والذين يتقاتلون تحت أي مسمى هم أبناؤنا في النهاية، وهذه الدماء تمس كل بيت. طالباً من كل هؤلاء العودة للرشد وألا يكونوا أدوات بيد أحد، فالدولة هي المسؤولة عن الأمن، والقضاء موجود، ونرفض رفضاً قاطعاً حمل السلاح ونشر الذعر والشقاق وأخذ الثأر واستباحة البيوت، ونستهجن هذه الأعمال الاستفزازية بين الأهل وأبناء المجتمع الواحد.
وأضاف: إن من هو في مواقع رسمية حساسة من غير المقبول أن يصنع الفتن بين مكونات المجتمع، ويخرب النسيج الاجتماعي المبني منذ مئات السنين وقال «نحن مع الدولة القوية التي تلبي وتحفظ حقوق الناس ومتطلباتهم بالعدل والمساواة، والقانون العادل الذي يعطي الحقوق لأصحابها، وإذا سقط قتلى وسالت الدماء، فيجب على الدولة أن تنزل أقصى العقوبات بالجاني.. الموضوع ليس عملاً أهلياً ولا اجتماعياً ويكفي فساداً».
وعمل «الهجري» على تجنب الأحداث قبل وقوعها، وحاول تطويق الفتنة، مؤكداً أنه على تواصل مع مشايخ العشائر بشكل دائم، وحذر من «محاولة زرع الفتنة في البيت الواحد، وكانت القراءة الصحيحة سبباً في إخماد نار الفتن على الرغم من وقوع ضحايا. وحاول بكل الوسائل منع خروج أي عائلة من بيتها تحت عنوان الترحيل. وأضاف: إن المحافظة تعج بالشرفاء، ولن يسمحوا لبعض المنفلتين والمرتبطين بجهات مشبوهة بجر المحافظة للمجهول. هناك أشخاص مغتصبين للمواقع الحساسة ويجب أن يرحلوا.. نحن أبناء الوطن ولا نقبل أن يأتي أحد ليقول لنا ما هي الوطنية لأنه محمي بموقع ما؛ إن كان رسمياً أو غيره، وهناك ضباط شرفاء ويجب أن يأخذوا دورهم في هذه المواقع الحساسة». ووجه المرجع الديني رسالة إلى الشبان الذين «حملوا السلاح ويشكلون فصائل، ويتبعون بشكل أو بآخر إلى جهات ما.. أهلكم بحاجتكم في مرحلة ما، استيقظوا ولا تكونوا ضد أهلكم، نحن مع دولة القانون مع الاستقرار والأمان للبلد ونريد أن نعيش حياة آمنة، وهذا المخطط الذي سخرتم له لتكونوا أوراقاً محروقة. فهذه خسارة وطن وأهل، والمستفيد هو من نجح في تضليلكم لإثارة هذه النزاعات في المجتمع الواحد».
وفي الشمال السوري، كشفت مصادر مقربة من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أنها منعت رتلاً عسكريًا تابعاً للجيش السوري من الدخول إلى منطقة منبج بريف حلب الشرقي خوفاً من السيطرة على المدينة.
وأكدت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها لوكالة الأنباء الألمانية «منع حاجز التايه غرب مدينة منبج التابع لقوات سوريا الديمقراطية رتلاً يضم المئات من عناصر القوات الحكومية السورية معززاً بدبابات ومدفعية ثقيلة من الدخول باتجاه مدينة منبج الخميس».
وأوضحت المصادر أن مجلس منبج العسكري منع الرتل العسكري من الدخول خوفًا من سيطرة القوات الحكومية السورية على المدينة بالتعاون مع خلايا نائمة تتبع لها في مدينة منبج وريفها قبل اقتحام المدينة من قبل فصائل المعارضة السورية». وتنتظر فصائل المعارضة السورية المدعوة من الجيش التركي قرارًا من القيادة التركية لبدء عملية عسكرية في مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي. وينتشر الجيش السوري في نقاط عسكرية صغيرة شمال وغرب مدينة منبج على خطوط الجبهة مع فصائل المعارضة.
المصدر: «القدس العربي»