يا هذا البدوي
القادم من صحراء التاريخ
من علمك نشيد الحرية؟!
من علمك اللعب
بين مقامات الحزن
و آلام النايات المنسية؟!
من علمك دروس الثورة؟!
و أنت الأمي
فجئت تعلمنا
كيف تكون الثورة
جرة أغنية
لبثت فينا أمدا.. مجهولا
فوق رمال الصحراء العربية
بين قطيع الأغنام
في ظل عصاة الراعي المرعية
أوحي جاءك فجأة!؟
أم إلهام في الحلم!؟
أم هبط عليك التاريخ
في لحظة كشف صوفية!؟
و أنت تلعب الكرة
بين دروب أزقته
و تقفز مزهوا
بين سطور دفاتره
و تهز برفق أوتار الزمن
الشبق للحظة حرية
لم يفهمك جهابذة العلم
و شيوخ العقل
و قيادات الظل
و قالوا: كيف نكلم
من كان في المهد صبيا
و أنت تغني منتشيا
منتصب القامة تمشي..
و تجر وراءك فتيان الحي
بألحان ثورية
تحدق بالموت
و هو بكم محدق
من كل اتجاه
و البحر من وراءكم
و سفن محروقة
و من أمامكم فرشت
دروب المنية
و أنت مدرك
أن قدرك أن تحيا
فلا تمشي بين الألغام
كي لا تكدر دوي الصمت
فينشز منك اللحن
عن مقاماته السوية
و الرصاص يمشي
خبط عشواء
فلا تشرح له أحلامك
و لا تبح له بسر العشاق
لحظة الوصية
جسدك النحيل يسقط
و صوتك الجميل يعلو
و يعلو.. ثم يعلو و يعلو
“يا محلاها الحرية…”
“يا محلاها الحرية…”