قالت مصادر عسكرية ل”المدن”، إن مجموعة عسكرية تتبع لهيئة تحرير الشام تسللت نحو مواقع لقوات النظام في المرتفعات الجبلية القريبة من محور كبانة بريف اللاذقية، واشتبكت المجموعة مع عناصر النظام، وهم من الفرقة الرابعة، وقتلت عدداً منهم.
وأوضح المصادر أن من بين القتلى ضابط برتبة ملازم أول، فيما خسرت المجموعة المقتحمة أحد أفرادها الذي قتل خلال الاشتباكات في حين تمكن الباقون من الانسحاب نحو مواقعهم الأصلية.
ولم تتبنَ تحرير الشام رسمياً عملية التسلل على مواقع قوات النظام. وذكر إعلامها الرديف أن “الانغماسي أبو عبيدة نكّل بجنود النظام أثناء اقتحامه لموقعهم في جبال اللاذقية، وقتل عدداً من العناصر قبل أن يقتل”، ومن بين القتلى الملازم أول علي سليمان ديب الذي ينحدر من قرية خربة السنديانة في ريف محافظة طرطوس، ومخلص صلاح صيوح المنحدر من بلدة تعنيتا في ريف منطقة بانياس. وتداولت مواقع موالية للنظام صوراً لعناصر النظام في مرتفعات الساحل ملتفين حول جثة الانغماسي القتيل.
وفي إطار التغطية والإشغال استنفرت تحرير الشام مجموعاتها في منطقة كبانة وتلال رشو ونحشبا والقمة 1045، وقصفت بشكل مكثف مواقع النظام، وتمكن قناصي الهيئة من قتل عنصراً من قوات النظام، عمار علي منصور، وامتدت عمليات الاستنفار نحو خطوط الرباط الممتدة على محاور جبل الزاوية جنوبي إدلب، وفي تلك المحاور تمكنت كتائب القناصة التابعة لتحرير الشام من قتل عنصر أثناء عمليات التبديل في نقاط قريبة من قرية كفر بطيخ.
وشملت عمليات الاستنفار أيضاَ، محاور سهل الغاب شمال غربي حماة، وفيها استهدفت تحرير الشام فصائل غرفة عمليات الفتح المبين قرى البركة والبحصة وغيرها بالهاون والمدفعية الثقيلة.
وتعتبر هذه العملية “الانغماسية” الأولى من نوعها منذ أن سيطرت تحرير الشام بالكامل على جبلي التركمان والأكراد والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي بعد أن تمكنت من طرد التنظيمات السلفية المناهضة لها في المنطقة أواخر العام 2021، وأهمها تنظيما “جند الله” و”جنود الشام” والأخير كان بقيادة أبو مسلم الشيشاني.
وقال مصدر عسكري معارض ل”المدن”، إن “العملية الانغماسية التي نفذتها تحرير الشام في جبال الساحل تريد من خلالها القول بأنها بدأت عمليات استطلاع فعلية في جبهات المنطقة التي شهدت عمليات اعادت انتشار للمليشيات الإيرانية بعد أن سحبت روسيا قسماً كبيراً من المليشيات التي تدعمها خلال الأسابيع القليلة الماضية. وأضاف أن “عمليات انسحاب المليشيات الروسية لتحل محلها آخرى إيرانية، بدأت تحرير الشام بالترويج لها بشكل كبير منذ منتصف أيار/مايو، والعملية الانغماسية جاءت لتعزز تلك المزاعم”.
وتابع المصدر أن “العملية الانغماسية لم تحقق الأهداف المرجوة منها بعكس ما تزعم تحرير الشام، والخسائر التي يتحدث عنها الإعلام الرديف مخادعة، وهناك مبالغة ومزاعم غير مطابقة للواقع الميداني بخصوص عمليات انسحاب المليشيات الروسية من جبهات ريف اللاذقية الشمالي تحديداً، فالمنطقة أصلا تتمتع بنفوذ مليشيات طائفية تتبع للدفاع الوطني وأخرى مدعومة من إيران والتي تشترك في كثير من الجبهات مع الفرقة الرابعة، وتواجد المليشيات المدعومة من روسيا كان وما يزال رمزي، أي لا تغيرات في خريطة السيطرة كما تروج تحرير الشام، على الأقل في جبهات الساحل”.
المصدر: المدن