اتّهم ناشطون سوريون في محافظة السويداء، روسيا، بتوزيع طحين ومواد غذائية مسروقة من أوكرانيا على أهالي حي العشارة في بلدة ذيبين جنوب غربي المحافظة، الذين عادوا بناء على اتفاق مع أهالي البلدة والفيلق الأول، بعد تهجيرهم عنها منذ العام 2013، إثر خلافات داخلية محلية.
وقالت شبكة “السويداء-24” إن وفداً من القوات العسكرية الروسية زار خلال اليومين الماضيين قرية ذيبين في الجنوب الشرقي من المحافظة، ووفقاً للشبكة فإن ظاهر الزيارة يأتي على خلفية عودة أهالي حي العشارة قبل نحو شهر إلى البلدة بعد تهجير دام لسنوات عنها.
وأجرى الوفد في اليوم الأول جولة استطلاعية، ثم عاد في اليوم التالي مُحمّلاً ببعض المواد الإغاثية والمياه المعدنية والأغطية، ثم توزيعها على أهالي الحي، الذين أبدوا تخوفهم من أن تكون تلك المواد وخاصة الطحين “مسروقة” من أوكرانيا.
وفي هذا السياق، أكد الناشط من السويداء كرم منصور ل”المدن”، أنه “حتى الآن لا يوجد أي دليل ملموس على صحة تلك المخاوف”.
ومنتصف أيار/مايو الجاري، نقلت شبكة “سي إن إن” الأميركية عن مصادر ملاحية ومسؤولين أوكرانيين أن سفينة تجارية روسية محملة بالحبوب المسروقة من أوكرانيا، أُبعدت عن ميناء واحد على الأقل على البحر الأبيض المتوسط، وهي الآن في ميناء اللاذقية السوري، و”السفينة هي الناقلة ماتروس بوزينيتش”.
وقال وزير الخارجية الأوكرانية دميترو كوليبا إن “روسيا مجرمة ثلاث مرات: قصفت سوريا وحولتها لأنقاض، واحتلت جزءاً من أوكرانيا، وتبيع الآن حبوباً أوكرانية مسروقة إلى سوريا”.
وقال منصور إن الحديث عن الطحين المسروق في السويداء لا يزال ضمن تحليلات منسوبة إلى قصة الباخرة الروسية المحملة بالقمح المسروق من أوكرانيا والتي رست مؤخراً في ميناء اللاذقية، ثم استدرك: “هذا الكلام لا يعني بطبيعة الحال نفي التهمة عن الروس ولكن بحثنا عن دليل ملموس لكن لم نجد”.
وأضاف: “ساذج ذلك الذي يعتقد أن الزيارة الروسية التي جاءت إلى المحافظة بعد انقطاع طويل هي من أجل اظهار سيل الإنسانية الجارف على السوريين”، معتبراً أن الهدف هو رسائل دولية مبطنة إلى الفاعلين في الملف السوري، موضحاً “هنا افتح قوسين وأخص الأردن وإسرائيل”.
ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24شباط/فبراير، انقطعت الزيارات التي كانت تجري عبر الشرطة العسكرية بشكل شبه دوري إلى المحافظة، الأمر الذي تزامن مع تمدد وتغلّغل إيراني واضح على حساب انكفاء الدور الذي كانت تلعبه موسكو في الجنوب السوري.
المصدر: المدن