اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، خلال الأيام الثلاثة الماضية، عدداً من ذوي المعتقلين ممن كانوا ينتظرون الإفراج عن أبنائهم في مناطق مختلفة من العاصمة دمشق، فيما تعمّدت السلطات التأخير في إطلاق سراح المعتقلين بغية مساومة ذويهم على دفع مبالغ مالية.
وذكرت شبكات محلية ومنها “صوت العاصمة”، اليوم الأحد، أن عناصر النظام اعتقلوا ثلاثة شبان من ذوي المعتقلين، أثناء تجمعهم تحت جسر الرئيس في العاصمة دمشق، بانتظار الإفراج عن دفعات جديدة.
وأوضحت أن من بين المعتقلين شقيقين، كانا برفقة عائلاتهم في حديقة المنشية تحت جسر الرئيس، حيث داهمت دورية تابعة لفرع “أمن الدولة”، الحديقة واعتقلت الشبان الثلاثة، وعملت على طرد عائلاتهم من الحديقة، مهددة باعتقال أفرادها بالكامل.
وتتخذ بعض العائلات من الحديقة بجانب جسر الرئيس مركزا لانتظار الإفراج عن دفعات جديدة من المعتقلين، بعد فض التجمعات الكبيرة من قبل عناصر النظام في وقت سابق.
وفي السياق أيضا، جرى اعتقال شاب من الغوطة الشرقية أمام مبنى المحافظة وسط العاصمة، في حين تم اعتقال آخر أمام مبنى القصر العدلي في منطقة الحميدية.
وتجمعت مئات العائلات تحت جسر الرئيس في العاصمة دمشق، بالتزامن مع إطلاق سراح الدفعة الأولى من المعتقلين في سجني صيدنايا العسكري وعدرا المركزي، وآخرين من المعتقلين في الفروع الأمنية مطلع الشهر الجاري، بانتظار الإفراج عن دفعات أخرى، بموجب “العفو الرئاسي” في 30 الشهر الماضي.
آلية اتبعتها إدارة سجن عدرا المركزي في ريف دمشق، لتأخير إطلاق سراح المعتقلين المشمولين بالمرسوم لحين دفع مبالغ مالية من ذويهم
كما كشف “صوت العاصمة” عن آلية اتبعتها إدارة سجن عدرا المركزي في ريف دمشق، لتأخير إطلاق سراح المعتقلين المشمولين بالمرسوم لحين دفع مبالغ مالية من ذويهم.
وأوضحت أن عناصر شرطة في سجن عدرا اتصلوا بعائلات سبعة من معتقلي بلدتي يلدا وببيلا جنوب العاصمة دمشق، وطالبوهم بدفع مبلغ يقدر بـ100 ألف ليرة سورية لكل معتقل (قرابة 25 دولارا)، بهدف تقديم دوره في إخلاء السبيل، واتضح لهم بعد دفع المبالغ أن أسماء أبنائهم وردت ضمن قوائم الدفعات التي خرجت قبل الاتصال بذويهم.
ووفق الشبكة، عمد بعض أعضاء اللجان القضائية وموظفي الضابطات العدلية إلى فرض مبلغ 100 ألف ليرة سورية على ذوي المعتقلين الواردة أسماؤهم ضمن قوائم العفو الرئاسي، لتقديم موعد إطلاق سراحهم، وأخرى وصلت إلى مليوني ليرة سورية للمعتقلين القدامى.
كما طلب عناصر فرعي الأمن العسكري والأمن السياسي دفع مبالغ مالية للسماح للمعتقلين بالاتصال بعائلاتهم لمدة دقيقتين فقط قبل إطلاق سراحهم.
توتر شرق سورية
إلى ذلك، يسود التوتر العديد من المناطق الخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في شمال وشرقي سورية، نتيجة حملات المداهمة والاعتقال التي يقوم بها عناصر قسد في تلك المناطق، ما تسبب في احتجاجات شعبية، وقطع للطرقات، فيما هاجم مسلحون دوريات لـ”قسد” في مناطق أخرى، موقعين قتلى وجرحى في صفوفها.
وقد شنت قوات “قسد”، اليوم الأحد، حملة اعتقالات طاولت عشرات الشبان في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، بهدف سوْقهم إلى التجنيد الإجباري.
وذكر مصدر محلي لـ”العربي الجديد” أن الاعتقالات طاولت عشرات الشبان، خاصة على حاجزي سد تشرين وجسر قره قوزاق شرقي مدينة منبج.
كما تسود منذ يوم أمس حالة من التوتر والغضب الشعبي في مناطق وقرى دير الزور الشمالي نتيجة حملات اعتقال مماثلة قامت بها “قسد”، في تلك المناطق، ما دفع الأهالي إلى إغلاق بعض الطرقات والهجوم على عدد من الحواجز العسكرية وإحراق بعضها.
وذكر الناشط عبدالله الخلف لـ”العربي الجديد”، أن الاعتقالات تركزت في قرى برشم وحريزة والتوامية شمال دير الزور، بحجة البحث عن أشخاص قاموا بتخريب أعمدة الكهرباء في تغذية محطة مياه ري الخابور، ليعقب ذلك سيطرة الأهالي على عدد من حواجز “قسد” وإحراقها، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران التحالف الدولي في سماء المنطقة.
وأظهر شريط مصور نشرته الشبكات المحلية إحراق حواجز “قسد” في مدينة البصيرة، فيما تجمع الأهالي في قرى البصيرة، الصبحة، برشم، حريزة، الحجنة، احتجاجاً على حملة المداهمات والاعتقالات.
قتلى من “قسد”
ووفق الناشط، فإن صداما حصل بين عناصر “قسد” والأهالي الذين سعوا لإطلاق سراح الموقوفين، ليتطور الأمر إلى اشتباك مسلح بين الطرفين، أسفر عن مقتل عنصر من “قسد” وإصابة ثلاثة من الأهالي.
كما قتل عدد من عناصر “قسد” جراء قصف مدفعي من مواقع الجيش الوطني السوري وبدعم من الجيش التركي، استهدف مواقعهم في قرى التوخار والجات شمال منبج، في حين أعلنت وزارة الدفاع التركية تحييد عنصرين من “قسد” بقصف على المنطقة.
المصدر: العربي الجديد