عام على فقداننا للمناضل محمد خليفة

د- محمد مروان الخطيب

فقدت الثورة السورية والنضال العروبي في نيسان/ابريل 2021 وفقدت سورية وأمتنا العربية قامة وطنية وقومية عروبية، في لحظات كنا بأمس الحاجة إلى استمرارية وجوده معنا، هو المناضل محمد خليفة، والذي ترافق رحيله مع كوكبة من المناضلين الذين تركوا فراغاً كبيراً في صفوف الثورة السورية وحركة التحرر العربية.

وإن كنا منذ بداية ثورة الحرية والكرامة نفتقد إلى قيادة رشيدة لها، من بين صفوف النخب المثقفة التي أمضت جل حياتها في مقارعة الاستبداد، بينما كانت هذه النخب بيننا، ولكننا كنا نطمع في المزيد من العطاء من قبلهم، متغافلين عن إمكانية أن يختطفهم القدر جميعهم من صفوفنا في لحظة من الزمن، ونحن في أمس الحاجة إلى وجودهم.

لقد ترك لنا الأخ أبا خالد إرثاً هاماً وغنياً، ولكننا لم نستطع حتى اللحظة، بعد مضي عام كامل على غيابه أن نبدأ بالنهوض بهذا الإرث لنشكل رافعة تستطيع أن تتابع ما بدأه على الصعيدين الوطني والقومي، مما جعلنا دون مستوى المسؤولية في إمكانية المتابعة في تفعيل ما خلفه لنا من جهود وعلاقات ونشاطات ومشاريع بدأ بها ووضعها قيد الإنجاز، ولكن لم يسعفه القدر للمواصلة العمل من خلالها لإيصالها لغايتها.

إننا في هذه اللحظات التي نستعيد لحظة فراق هذه الشخصية التي وهبت ذاتها، للوطن والأمة والتي عملت خلال سنوات وجودها في هذه الحياة على بناء آليات تعيد تموضع الأمة العربية على سكة التقدم بالحضارة الإنسانية من خلال استعادة كيانها ومقومات وجودها، على أسس حداثية متجاوزة مرحلة الاستبداد والقهر والقمع، ومتطلعة نحو استعادة دورها في ازدهار الحضارة الإنسانية واضعة نصب أعينها رفعت الإنسان وكرامته وحريته، من خلال بناء دولة المواطنة وسيادة القانون.

وإن كان أخينا أبا خالد من أوائل المنخرطين في الثورة السورية، ثورة الحرية والكرامة، لكونها ثورة تستعيد الوطن والمواطن من ربق سلطة مستبدة، ليتمكن الإنسان السوري من استعادة دوره وبالتالي دور سورية الثورة في تحقيق آمال حركة التحرر العربية بأمة تستعيد دورها في ركب الحضارة الإنسانية. فإننا نجد أنفسنا في أمس الحاجة ليست إلى استذكار مناقب الفقيد، إنما إلى محاولة الوصول إلى إعادة تفعيل الآليات التي كرس حياته لبنائها، هو ورفاقه الذين فقدناهم في ذات الفترة، لنستطيع أن نكون جديرين بحملة إرثه ومتابعة مسيرتهم لنستطيع أن نوصل للأجيال القادمة الصورة الحقيقية عن كينونة هكذا مناضلين، عسى أن نحقق بغيابهم ما فشلنا أن نحققه بوجودهم، وهو أن يكونوا مثلاً يحتذى للأجيال القادمة في العطاء والتفاني لقضايا الوطن والأمة. رحم اللــه فقيدنا، وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا الصبر والسلوان، والعزيمة على أن نتابع مسيرته هو ورفاقه.

 

ينشر بالاشتراك بين موقع ملتقى العروبيين وموقع المدار نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى