توفي الأخ محمد خليفة بمرض كورونا قبل عام، وترك بيننا مكانه فارغًا. تعود معرفتي به لعقود سبقت حيث كان يكتب في جريدة السفير اللبنانية، وكانت متابعاته ومقالاته مميزة جدًا، كان عروبيًا ناصريًا بامتياز.
كنت في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات معتقلًا من جملة المعتقلين الوطنيين الديمقراطيين على خلفية البيانات التي انتشرت في ذلك الوقت تدين استبداد النظام وعنفه، وتدين طائفية وعنف الطليعة المقاتلة التي كانت قد بدأت عمليات اغتيالات في السلطة وأذنابها. ومطالبين بإسقاط الاستبداد ومن أجل التغيير الوطني الديمقراطي في سورية.
كانت تصل إلينا جريدة السفير حيث نحن وكان هناك مقال موسع لمقابلة أجراها أخونا محمد مع الرئيس الجزائري أحمد بن بلة، كانت المقابلة طويلة ونشرت على حلقات وبعد ذلك تحولت إلى كتاب منشور.
ترسخ في ذهني منذ ذلك الوقت حضور الأخ محمد خليفة ودوره القومي العربي والتنويري التوعوي من خلال عمله الصحفي واستمريت أتابع ما يكتب حسب المتوفر.
ودارت الأيام حتى حصل الربيع السوري الذي فجره الشباب السوري الغاضب والمظلوم مطالبًا بالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية وأصبح ثورة، كما استعادت الثورة طاقة الناشطين المعارضين للنظام المستبد في داخل سورية وخارجها، وانخرطوا بمناشط داعمين للثورة. ومع مضي سنوات على الثورة كان لا بد لهذه الجهود للناشطين أن تتوحد وتعمل في إطار الخط العام لنصرة الثورة الوطنية الديمقراطية السورية. حيث تشكل ملتقى العروبيين السوريين وكان أخونا محمد خليفة حاضرًا فيه بقوة وإخلاص ومثابرة مشاركًا في كل مناشطه وأعماله.
استمر حتى جاءت جائحة كورونا وأصيب بها في العام الماضي وتوفي بسببها. افتقدنا الأخ محمد خليفة فارسًا مخلصًا منتميًا للثورة السورية. لروحه الرحمة. وللثورة السورية النصر بعون الله.
ينشر بالاشتراك بين موقع ملتقى العروبيين وموقع المدار نت