في مثل هذه الأيام من نيسان 2021 فقدت سورية وأمتنا العربية قامة وطنية وقومية عروبية، هو المناضل محمد خليفة الذي كان مدافعًا صلبًا عن قضايا الأمة العادلة ولم يفرق بين شبر عربي وآخر في كفاحه الوطني والعروبي من فلسطين حتى الدول العربية في أفريقيا والأحواز شرقا وحين ثار الشعب السوري والشعوب العربية لتقول كلمتها في الحرية والكرامة، كان ابو خالد من أول الثائرين ومن أوائل من لبى صوت الثورة السورية ليؤكد على شرعية مطالب الشعب السوري في العيش الحر الكريم، وان تكون سورية أبيه كريمة عربية حرة ومستقلة ولم يهدأ له بال حتى لبى دعوة ربه وفارقنا جسمه في نيسان2021 ، فقدنا أبا خالد وكانت له أحلامًا كثيرة وكبيرة وأولها وحدة القوميين والعروبيون التقدمين في خندق واحد ليكون سيلًا عارمًا ليحققوا أهداف الأمة بتخليصها من الاحتلالات الاجنبية والطغاة الذين تجبروا على رقابها ومقدرات شعوبها وقرارها السياسي .
لقد وجدت أبا خالد منظرًا ومفكرًا وعميقًا، يحمل همومًا ثقيلة بقدر هموم الأمة خاصة بعد أن اجتازت المليشيات الاهاربية الايرانية العالم العربي لتحتل العراق واليمن و سورية ولبنان . وجدته في أول لقاءاتي به في العاصمة السويدية استوكهلم بعد هجرته القسرية مناضلًا شرسًا يفكر في الأحواز كما يفكر في سورية ويفكر في لبنان كما يفكر في العراق ، وجدته يفكر بتفعيل المؤتمر الشعبي العربي في آخر لقائي له قبل أن يرحل من بيننا أيضًا في العاصمة استوكهلم ـ، حيث كان يشكي من قلة عمل وفعالية المؤتمر الشعبي وعدم قدرته على الخروج من روتينية عمل المؤسسات الشعبية العربية التي تأسست قبل المؤتمر الشعبي الذي كان من ضمن مؤسسيها في تونس نهاية عام 2017 .
لأخي الكبير العروبي المناضل الشاعر والمفكر والسياسي والمقاومة الوطنية العروبية السورية الأستاذ محمد خليفة نقول رحلت من بيننا سريعًا ولكن أحلامكم وأهدافكم بين كل القوميين والعروبيين العرب ولن تسقط الراية من أذرع شباب هذه الأمة ومناضليها الذين أخذوا على عاتقهم أن تستمر مسيرة الشهداء والأسرى والمناضلين الذين رحلوا من بينناحتى تتحقق أهداف هذه الأمة في استقلالها وحريتها وعيشها الحر الكريم.
ينشر بالاشتراك بين موقع ملتقى العروبيين وموقع المدار نت
رحم اللَّهُ الاخ الحبيب محمد خليفة و اسكنه فسيح جناته . ذكراه و تراثه سيبقى ملهما لاخوته و رفاقه للاستمرار على طريق الحرية و العدالة