بداية مصطلح الاستحمار هو للكاتب الاسلامي علي شريعتي…منذ أن امتطى صهوة الحكم في وطننا السوري الغالي ..عملاء البعث والعصابة الاسدية…
ونحن لم نعرف في اي محطة من محطات حياتنا السياسية طوال قرابة ثلاث أرباع القرن..سوى الكذب والخداع والتضليل والديماغوجيا وشعارات ايديولوجيا التبعية والذيلية…
بدءا من مسألة سعر رغيف الخبز ..وانتهاء بالقضايا الوطنية الكبرى…سواء على مستوى الوطن الصغير سوريا…او الوطن الكبير…
فارتفاع الاسعار الطاحن …كان يقدم له المبررات التي لاننساها جميعنا كسوريين ..
من ضرورة التوفير كوننا بلد الصمود والتصدي والتحضير لمعارك التحرير وضرورة المنازلة الكبرى مع العدو الصهيوني …الى مسالة سقوط الجولان والقنيطرة اثر البيان (66) المشهور…الى حرب الثلاث وسبعون ومائة والف…الى دخول لبنان عام (76) الى تدمير مدينة حماة وتنفيذ مقتلتها المعروفة..
جميع ذلك ترافق بخطاب ومنطق تبريري …كان الكذب والخداع عنوانه الفاقع وديباجته النافره والممجوجة…
وهو ما سمح لنا ولكل سوري ولكل مراقب…طرح السؤال الذي رافق مسيرة عمر السوريين جميعا في تلك المرحلة…
هل حقاً إن رموز السلطة يقتنعون بان الشعب السوري مقتنع بما يُلقى عليه من خطابات تبريرية فاسدة …؟؟؟
وهنا ..تاتي مفردة الاستحمار لتفرض نفسها….اذ يعلم كل سوري منا ان رموز هذه السلط كانت تعرف ان الشعب لايصدقها وانه أي الشعب يعرف بوضوح انها تكذب حتى في نشرة اخبارها كما قال المرحوم ممدوح عدوان ذات يوم…..
ومع ذلك كانت هي مستمرة في اتباع النهج نفسه…..كونها لاتجد في مواجهتها سوى الانصياع والطاعة والتصفيق…
وهذا هو الاستحمار بعينه…؟؟؟لكن الثورة السورية العظيمة انما انطلقت لتنهي فعل هذه المقولة وتنهي وجود اصحابها الى الابد….
الا ان التاريخ لم يشأ ان يحسم المسالة بالبساطة واليسر الذي توقعه ساسة وقادة هذا الشعب …وكانت المفاجأة الكبرى التي اطلقها العقد الذي مضى من هذا التاريخ والذي اصاب ثورتنا بما اصابها به من انحراف وتعثر …وهو الامر الذي نعرفه جميعا….
ولهذا كان حدث الإئتلاف الاخير.
عن اكتشاف مجموعة من المخبرين بين صفوفه.. وهو الكيان المنبثق عن اطار هذه المفاجأة التاريخية
بمثابة احداث الاستحمار تلك التي كانت عصابة الاسد تمارسها بحق شعبنا…وتقدم لها التبريرات المتهالكة …
بقي ان نقول الى مثل هؤلاء..ان العملاء التاريخيين الذين استنقعوا وسط الاستحمار هذا انما فعلوا ذلك لاضطرارهم لتنفيذ ماهم مستاجرون له…وفق انظمة المافيات الدولية..
ومع ذلك فان اقتلاعهم كان قاب قوسين أو ادنى..
أما أنتم فلماذا تستمرون في تمثيل دور أربابكم في في هذا الحدث الساقط تاريخياً..
انها العمالة المتعددة الاشكال والادوار لاشك…
وعليه نقول..ان التاريخ ..يبقى هو الحكم.الذي قال كلمته منذ الازل…ان النصر للشعوب لامحالة..وأن الجلادين والعملاء إلى مزابله العفنة.
المصدر: سوريا الأمل